ليس ادل على قدرة ونجاعة الإدارة كتلك التي تظهر عند الأزمات في احتواء الأحداث التي ترافق الأزمات على اختلاف انواعها وبعد ازمة فايروس كورونا  تلك  الازمة التي قد تكاد تكون الاقسى والاصعب  من حيث حالة الهلع والخوف التي ما زالت ترافقها لتضرب جوانب حياتنا اليومية وتعطلها .

في الأردن و رغم قلة أعداد المصابين لدينا مع ان العدد مرشح للزيادة  بفعل توقع ثبوت حالات من المحجور عليهم وغالبيتهم من العائدين من دول انتشر فيها الفايروس وربما أن منع الحدود كان يجب أن يكون أول الإجراءات  ومع ذلك لا بد من الإشادة بطريقة إدارة الحكومة للازمة إلى الآن سيما طريقة إدارة وتوجيه الاعلام فيها وسرعة تفنيد  الاشاعات  و  تقديم الوجبات الإعلامية والتي قادها وزير الإعلام  و وزير الصحة لتشكل هذه الوجبات الإعلامية مادة تتعاطى بشفافية عالية وتقدم معلومات حقيقية وتعبر عن حالة الوضع كما هي وبالتالي عدم  ترك الفضاء الالكتروني و وسائل التواصل الاجتماعي لاي معلومات تبث بلا مصدر لان المصدر الحكومي حاضر دوما ودون تأخير. 


في الاتجاه الاخر  إلى الآن تنجح إدارة الأزمة  في تقديم وجبة  القرارات  بالتدرج بحيث بات الناس على قناعة بضرورة الإجراءات وحاجتها وبالتالي هم الذراع الحقيقي للتنفيذ والاشتراك مع الدولة في إدارة الأزمة بطريقة مباشرة و غير مباشرة وهذا بحد ذاته يسجل لكل من يدير الأزمة وهذا ما جعل أي معلومة أو فيديو ينتشر ويتضمن بث نفسا سلبيا بين الاردنيين فإن الرد لا يتاخر وبذات الطريقة والوسيلة من الأردنيين  للتأكيد على المسؤولية المجتمعية و اهمية الوعي وتفنيد أي معلومات مغلوطة .


لا شك أن متابعة جلالة الملك المباشرة وتراسة لأكثر من اجتماع بما يخص التعاطي مع الازمة وادارتها مع كل الأطراف والمتابعة اليومية أعطى نفسا إيجابيا وجرعة معنوية للدولة والمجتمع ككل في التعاطي بمسؤولية وان الجميع أمام مسؤولية حفظ حياة الاردنيين وهي ذات العبارة التي قالها الملك بان لا شيء يتقدم على حماية حياة الأردنيين .


بقي أن نقول أن المسؤولية ليست على الدولة فقط بل إن المجتمع الطرف الاهم في إدارة الأزمة وهذه دعوة للجميع للالتزام بكل ما يصدر من قرارات مهما كانت   ونحن على ثقة من قدرة الأردنيين على تجاوزها مثلما تجاوزنا عدد من ازمات في ظروف مشابهة كانت تستهدف امن الوطن بفضل الاشتباك الإيجابي بين القيادة والدولة والمجتمع وتلك كلمة السر الأردنية لتجاوز أي ازمة .