في بداية ظهور فيروس كورونا، أعلنت منظمة الصحة العالمية، أن الصين تعد بؤرة تفشي المرض، ولكن وبعد أن تجاوزت الصين محنة انتشار المرض إلى السيطرة عليه، أخذ ينتشر المرض خارج الصين إلى سنغافورة وكوريا الجنوبية، حتى ظهرت الكورونا في ايطاليا، هنا أعلنت منظمة الصحة العالمية أن ايطاليا هي بؤرة تفشي المرض وليست الصين.
إن السؤال الذي يطرح نفسه: لماذا لم تدرك منظمة الصحة العالمية أن منبع انتشار الكورونا كان مصدره إيطاليا؟ وهذا ربما يدفعنا للقول انه حتى منظمة الصحة العالمية أصابها الارتباك، حتى أنها ولفترة ليست بالقصيرة، كانت تصرح أن الصين هي بؤرة تفشي مرض الكورونا! فهل تعرضت تلك المنظمة الدولية إلى ضغوطات شديدة ومن جهات متعددة، حتى تقدم على تصريحات متناقضة.
إن أوروبا لها تاريخ طويل من المعاناة مع الأمراض الوبائية، فوباء الطاعون اجتاح العالم وكان منبعه أوروبا وانتشر بشكل غير مسبوق، بعد أن اقدمت الكنيسة على الافتاء بقتل القطط معتقدة أنها السبب في إنتشار مرض الطاعون، بالإضافة إلى السلوكيات المجتمعية الغربية الكارثية، في التعاطي مع أمور النظافة الشخصية والعامة، عدا وباء الجدري إلى الانفلونزا والذي تحول إلى وباء ثم وباء الكوليرا، والذي استخدمته بريطانيا المستعمرة آنذاك، كأداة لشن حرب بيولوجية داخل قرى مصرية، حيث جلبه الجيش البريطاني لإخضاع المصريين فيسهل السيطرة على بلادهم.
لقد كانت ولا زالت أوروبا مصدر جلب الشرور إلى منطقتنا العربية، فبسبب سلوكيات خاطئة لم تستطع الشعوب الأوروبية التخلص منها، حتى ظهرت آثارها بانتشار مرض الكورونا، ففي احصائيات صحية كثيرة، بينت أن معظم الأوروبيين لا يغسلون أيديهم بالماء والصابون، فلا عجب أن تنتشر الأمراض وتتجاوز الحدود إلى مناطق واسعة من الكرة الأرضية، هذا إذا ما كانت هناك أسباب أخرى خفية وراء ظهور فيروس كورونا والعالم لا يعرفها.
فإلى متى ستبقى أوروبا مصدراً مقلقا لعالمنا العربي والإسلامي؟! وإلى متى ستظل تعتقد أن العالم العربي هو حق لها؟! وإلى متى ستظل مضايقاتها تستمر في حق الإنسان المسلم؟! فمحنة اللاجئين خير شاهد ودليل على أخلاقيات أوروبا التي صدعت رؤوسنا بالحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان في كل وقت وحين، فإذا ما خضعت لامتحان في مبادئها المزعومة فشلت فشلا ذريعا وغدت أضحوكة للعالم بأسره، هذا عدا تصاعد النفس العنصري تجاه المسلمين القاطنين في أوروبا زمنا والذين لهم الفضل في تشييد عمرانها وبناء حضارتها التي يتفاخرون بها صباح مساء وكانهم هم صانعوها؟!