الطاقة الإيجابية ومواجهة الوباء
د. أروى الحواري
17-03-2020 05:28 PM
نحن نعلم جيدًا كمية الذعر التي انتشرت بين صفوفنا جرّاء انتشار وباء كورونا، ولا نلوم أحدًا في ذلك، فطبيعة النفس البشرية يخالطها الخوف والفزع من انتشار الأوبئة، من هنا وجب علينا بث روح العزيمة والدافعية من خلال حثّ الجميع على التحلّي بالصبر والالتزام التام بالقواعد السليمة لمواجهة تلك الأزمة، بالإضافة إلى بثّ الطاقة الإيجابية؛ فالطاقة الإيجابية وقد عرفها كروجر؛ مجموعة الصفات المرغوبة التي يجب أن تتواجد في الشخص مثل التفاؤل، والعطاء، والتعاطف، والتهذيب، وغيرها، والتي تجعله مقبولًا ومستقرًا عاطفياً، منفتحًا، محبًّا للتجارب الجديدة، فالشخص الإيجابى يكون في حياته نشيطاً منفتح العقل، متعاطفًا مع الآخرين، يؤدي واجباته بنشاطٍ وتفاؤل، فيواجه مشاكل الحياة ومصاعبها، فيختار الخطوات الصحيحة، والحلول المناسبة للتعامل معها، فيوازن بين مختلف جوانب حياته، وبذلك يستطيع التقدم في حياته وهذا التقدم يعطيه دافعاً ليستمر.
ويمكن القول أن أبسط مفهوم للإيجابية هو معرفة الصواب وتنفيذه، وخير مثال على معنى الطاقة الإيجابية، يتمثل في دور الآباء والأمهات في رعاية الأبناء؛ فإن كان لديهم القدر الكبير من الطاقة الإيجابية ستكون تربية الأبناء سليمة متينة مبنية على الحبّ والتفاؤل والنجاح، وكل هذا نابع من الإيجابية والشعور بالحب تجاه ابنائهم، والجدير بالذكر أن الشخص ذو الطاقة الإيجابية ينقل طاقته إلى الآخرين ممن يحيطون به، فالشخص المرح المحبّ للحياة ونجاحها تراه يبث نشاطه وفرحه من حوله مؤثرا بذلك على المحيط بإيجابية وتفاعل.
ومن الممارسات التي من شأنها إكساب الشخص طاقة إيجابية: تبسيط الحياة والحد من التحديات العاطفية، لذلك على الشخص أن يبدأ يومه وهو يفكر في قرارة نفسه أن هذا اليوم أفضل من الذي سبقه، على الفرد أن يعلم أن جميع الأسر تعاني من وجود الخلافات والمشاكل، قراءة الكتب لما لها من أثرٍ مفيد في بعث الطاقة الإيجابية في المرء، العمل مع الأشخاص المفضلين الذين يبثون الطاقة الإيجابية في الأفراد، تغيير الطريقة في التعامل مع الأمور، التخلص من الأفكار السلبية التي تشغل التفكير، والتي كلما زاد التفكير بها تصبح واقعاً، وتملأ العقل بالأفكار الإيجابية، اتباع الأنظمة الغذائية الصحية، وهذا من شأنه أن يطهّر العقل أيضاً، ترك الأمور التي لم تعد تجدي فائدة في الحياة، والتخلص من كل المشاعر السلبية كالحزن، والغضب، والاستياء، والغيرة، والابتعاد عن العالم، وهذا يعطي الشخص الفرصة للاختلاء بنفسه، وخاصة وسائل التواصل الاجتماعي التي تستنزف الكثير من الوقت، وخاصة في مثل هذا الوقت الصعب الذي نمر فيه الآن من جراء انتشار وباء كورونا الذي بات يهدد حياتنا، و الإبتعاد ما أمكن عن الإشاعات المدمرة والتي تضعف النفوس وتبث فيها الهلع، كما وعلى المرء أن يقوم بتقديم المساعدة للآخرين أيّا كان نوعها؛ فهي تعطي شعوراً بالقيمة والتي تتحول بدورها إلى طاقةً إيجابية.
من هنا وجب علينا جميعنا التكاتف والعمل معا لمجابهة هذا الفايروس بكل إيجابية وتفاعل ومساعدة الآخرين ما أمكن، وللحد من انتشار الوباء لا بد أن نعمل معا ونبتعد عن الإشاعات التي تضعف الهمم، فبلدنا الحبيب يحتاجنا جميعا في مثل هذه المواقف، حمانا الله واياكم.