مع تواصل انتشار الفيروس اللعين ًكورونا ً بشكل سريع في أنحاء مختلفة من العالم يتزايد معه الذعر البالغ الذي ينشره، فهذا الفيروس هو اختبار حقيقي للأنظمة الصحية المستخدمة داخل الدول، ما يشكل تهديدا حقيقيا لجاهزية الدول لمواجهة هذا الوباء وتخطي مثل هذا التهديد ، لكن ما كان ملفتاً تفاعل المواطنين مع انتشار هذا الوباء ، بشكل يتناقض مع المشهد السائد عالمياً ، حيث سادت حالة من الترقب لظاهرة انتشار هذا الفيروس الغامض ، لتظهر ردود أفعال غير متوقعة وتفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي بطرق مختلفة وفريدة من نوعها.
لقد شكّل الفيروس مادة دسمة للسخرية في فيسبوك ، واجتهد العديد من مستخدمي الفضاء الأزرق في تعداد الأسباب التي تفسر ظهوره ، وطغى طابع السخرية على طابع الخوف ، فقد تداول نشطاء فيسبوك نشر الشائعات ونظريات المؤامرة بشأن الفيروس وانتشاره ، لكن الأخطر من كورونا أيضاً، هو بعض العقول التي تعشق اختلاق القصص وفبركتها .
ان المشكلة في مجتمعنا ، أن لدينا شريحة كبيرة تفتي وتتحدث في كل واردة وشاردة، في كل شأن وموضوع ، وتجد لها مساحة إعلامية واسعة ، وفي ظل وجود الهاجس الساكن في الثقافة والعقول، أصبحت السيطرة على ذهن المواطن أمرا سهلا ويسيرا عبر منصات التواصل فقد زاد الأمر عن حده وأصبح يطغى على أمور اجتماعية و سياسية مهمة أيضا حتى أصبحت ألسنتنا ترتل ترانيم و تعاويذ الكورونا أكثر من أي أمر آخر ، فأصبح هذا الأمر يمس الوطن وامن واستقرار المواطن ، وما يتلقاه اصحاب النفوس المريضة يستهدف إثارة الرعب في نفوس أفراد المجتمع والسلم الاجتماعي ، وهذا ما يستدعي تشديد عقوبة مروّجي الشائعات والأكاذيب عبر وسائل التواصل الاجتماعي ، والوقوف بالمرصاد لكل من تسوّل له نفسه بث الفزع والهلع في نفوس أفراد المجتمع.
لقد رصدت الحكومة الكثير من الشائعات والتي تضمنت اختلاق قصص وأخبار وهمية، وتداول صور ورسائل مفبركة ، وعملت على نفيها كلياً ، وتقديم كل الحقائق للمواطنين بشفافية تامة ، إضافة للعمل على زيادة وعي أفراد المجتمع، بعدم تصديق كل ما ينشر من أكاذيب على هذه المواقع والمنصات الاجتماعية ، والرجوع إلى الجهات المسؤولة في الدولة، ومعظمها لديها حسابات نشطة على هذه المواقع ، اضافة لأهمية دور الإعلام في نشر الوعي المجتمعي وطمأنة المواطنين من خلال نشر الحقائق التي تعلنها الجهات الرسمية بصفة مستمرة.
على كافة المواطنين الحرص على استقرار الأمن والسلم الاجتماعي ، والنيل من كل من تسوّل له نفسه المساس بهذا الاستقرار، كونه يمس بأمن وأمان الدولة ككيان ، وما يتبع ذلك من عواقب من إثارة للذعر الذي ينال من مكتسبات ووحدة وأمن الدولة، والشائعات التي تُذاع في هذه الآونة عن فيروس كورونا هي صورة من صور إشاعة الذعر الذي يهدد استقرار الأمن والسلم الاجتماعي، لذا فإن إثارة أي شائعة، ومثالها المعاصر الشائعات المتعلقة بفيروس كورونا يُمثل جرماً مؤثماً ومعاقباً عليه قانوناً، بل إن هذا الفعل يُعتبر قانوناً من الجرائم الماسة بأمن الدولة.
المواطن الاردني هو همّ الحكومة وهو الثروة الدائمة والحقيقية والثابتة ، وامن المواطن الاجتماعي والصحي ، وهو الركيزة الأولى دائما، وبوعي المواطن الأردني نستطيع أن نصمد بوجه كل الرياح العاتية ، وان نتجاوز كل الصعاب وأن نكافح وأن نعمل وننجز وأن ندافع عن ترابه ومصالحه ، لكن مسؤولية الحفاظ على “السلم الاجتماعي” ، لا تقع على عاتق الحكومة وحدها، بل إنّها منظومة يتكامل فيها الجميع ، بكل فئاته، وصولًا إلى الصورة الكامل، التي يؤدي كل فرد فيها دوره ، وهذا يعني ببساطة نشر التناغم بين أطياف المجتمع ، وبما أن حارس الأمن المجتمعي هو الدولة بأجهزتها المختلفة، فلابد أن نحرص على الإصغاء جيدا لتوجيهاتها ضمن هذه الظروف غير العادية التي نتمنى من الله عز وجل ان تمضي الى حيث لا رجعة .
حمى الله الاردن .. وحمى الله الاردنيين