* الاعلام السوري يحتفل بذكرى استقلال الاردن والملك يهنئ الاسد بالفوز
هدأت حدة التوتر بين عمان ودمشق في الآونة الاخيرة. نبرة التصعيد في الخطاب الاعلامي تلاشت تقريبا. في آخر مقابلتين صحافيتين للملك عبدالله الثاني مع »العرب اليوم« والاهرام المصرية تحدث جلالته بود تجاه سورية وعبر عن رغبته في الارتقاء بالعلاقات السياسية الى مستوى العلاقات الاقتصادية بين البلدين.في اللقاءات المغلقة مع المسؤولين الاردنيين لم نعد نسمع الخطاب المتشدد تجاه سورية والذي ساد في فترة سابقة, فهناك رفض مطلق لاي مساس بأمن سورية واستقرارها, وتسود قناعة لدى اصحاب القرار بأن اي محاولة للاعتداء على سورية تعني مأساة عراقية ثانية.
في الاسبوع الماضي بعثت دمشق اشارات اعلامية ودية تجاه الاردن, قابلها المسؤولون بتقدير عال وفهموا منها رغبة سورية في ترطيب الاجواء... التلفزيون السوري بث برنامجا حول الاردن بمناسبة عيد الاستقلال استغرق اكثر من 40 دقيقة, وصحيفة تشرين الرسمية نشرت تقريرا موسعا عن الانجازات في عهد الملك عبدالله الثاني. غزل غير مسبوق رد عليه الاردن باشارات مماثلة, فبعد اعلان نتائج الاستفتاء لم يكتف الملك عبدالله الثاني بارسال برقية تهنئة للرئيس بشار الاسد وانما اتصل هاتفيا وقدم له التهنئة وتبادلا عبارات ودية للغاية.
لا يعني ذلك كله ان العلاقات اصبحت طبيعية بين الطرفين فعمان ما زالت في خندق ودمشق في اخر, وملفات الخلاف حول الحدود والامن والمياه مازالت عالقة بين البلدين, لا بل ان سوء الادارة يعمق الخلاف اكثر حول مسألة المياه تحديدا .. ولدمشق في المقابل ملاحظات تجاه الاردن. لكن المهم ان هناك ارادة مشتركة بدأت تتبلور ستساهم في التغلب على العقبات بين البلدين اذا لم يتدخل طرف ثالث لاعاقتها.
الاردن ينتظر خطوة من سورية, وهو مستعد اكثر من اي وقت مضى لاستقبال المسؤولين السوريين على كل المستويات لبحث الملفات العالقة وتسويتها بشكل نهائي, وبعد ذلك ليس لديه مشكلة او مانع في ترتيب زيارات لدمشق..
دمشق التي تواجه خطر الحصار الدولي والتهديد الامريكي معنية بعلاقات طيبة مع الاردن, وعمان التي تتحسب لنتائج فشل عملية السلام وخطر المشروع الصهيوني من مصلحتها تأمين حدودها الشمالية وايجاد عمق استراتيجي عربي لم يعد موجودا جغرافيا الا مع دمشق بعد ضياع بغداد.
ومن مصلحة الطرفين التفاهم على رؤية مشتركة لمستقبل العراق لانهما البلدان الاكثر تضررا من الاحتلال الامريكي لبغداد ويحتضنان العدد الاكبر من اللاجئين العراقيين.
عودة الروح للعلاقات الاردنية السورية يحتاج لتنازلات متبادلة ولا يضير دمشق لو كانت البادئة.