ليس غريباً أو جديداً مداهمة الأوبئة لشعوب العالم، حيث تختلف تفاصيلها وأبعادها ومساراتها وخسائرها وضحاياها ... ننادي اليوم، وفي هذا الوقت تحديداً، بالثبات والحب والحكمة والهدوء والمسؤولية ، نحتاج إلى بث روح الإرادة والقوة لكي نحول من خلالها الخسائر الناجمة عن حالة الهلع إلى مكاسب ثقافية وسياسية واقتصادية ومجتمعية .
فمن خلال متابعتي لتلك الأحداث المتسارعة في زمن الكورونا، أشعر بشيء ما إيجابي أو ربما شيء ساحر في ظل هذا الخوف العالمي من فيروس خفي، فأصبح الأقربون أعداء والأبعدون شركاء في الخوف ورفاق في المقاومة من أجل بقاء .
في البداية لا أخفي بأنه قد انتابني شعور ما بارتباك خفي وخانق، وأيضا تساؤلات كثيرة وأنا أتأمل بناتي (نورال ونايا )، كما كنت أشعر بالخوف وأنا أسمع أن الكورونا تؤثر على كبار السن، فما مصير أمي وأبي.. هل سينتهي كل شيء هكذا؟ وهل بهذه البساطة يودع البشر الحياة؟. وبهذه البساطة سنترك خلفنا ذكرياتنا وتفاصيلنا والناس الذين أحبونا وأحببناهم، نترك همومنا التي ظننا أنها تربكنا مع أنها كانت ملح الحياة الذي يعطي لها معنى وقيمة.
للحظات تمالكت نفسي وشعرت بأنني أمام اختبار حقيقي لذاتي، وعلي أن أثبت لها وبوضوح بأن ما اتمتع به من سلام داخلي قد حان وقته الآن .
كان من أهم التحديات هو القدرة على بث الروح الإيجابية بين أفراد عائلتي التي أعتبرها منجماً للأمل والتفاؤل والحياة، لقد جاء جاء دوري الآن، توزيع الأدوار وتقسيم الوقت واستثماره بأقصى قوة .
فالنظافة جزء مهم وأساسي تحميي من الكورونا وفي نفس الوقت الحرص على تحصين الروح بالثبات والقوة، ولتحقيق ذلك بشكل ملموس وفاعل لجأت إلى مكتبتي، فهناك العديد من الكتب التي لربما أهملتها لظرف وتحت تفاصيل الحياة اليومية، إذن فهي تستحق مني الآن رحلة للسفر فيها ومعها ، القراءة تجعلنا نبحر في عالم مختلف، هي لحظة مناسبة لكي تبحث عن كتاب يستهويك ويروي شغفك الذي تسافر معه بحرية، فتتجاوز من واقع مليء بالفيروسات والإشاعات ولو لساعات لواقع يحمل فكرة نبيلة . وقد تكون الرحلة أحيانا مغامرة في عالم اللون، حيث الريشة وذاك الفضاء الأبيض الذي يكون بانتظارك، وهذه الرحلة الممتعة والمدهشة تحتاج بعضا من التغيير والقدرة على التجاوز والفعل . فكم هو جميل أيضا ممارسة التمارين الرياضية مع موسيقى على ايقاعات من البهجة الجماعية مع عائلتك، ومعها ضحكات من القلب توقظ الثقة و وتعطي للحياة طعما لإرادة.
أما بالنسبة لمواقع التواصل الإجتماعي، فإني أحاول قدر المستطاع أن لا أكترث لها، فطبيعة المرحلة وجوهرها تستهدف السيطرة على عقول الضعفاء لتنشر الخوف والهلع والكآبة والاستسلام.
وأخيرا سأنظر كل يوم في المرآة، أبتسم وأهتف من قلبي " على هذه الأرض ما يستحق الحياة".