الأردن والسعودية وقمة العشرين
د. بسام الزعبي
16-03-2020 09:36 AM
بمجرد تسلم السعودية لرئاسة قمة العشرين لاستضافتها في السعودية هذا العام، تلقى جلالة الملك عبدالله الثاني رسالة دعوة من أخيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ملك المملكة العربية السعودية الشقيقة، للمشاركة كضيف شرف في أعمال قمة العشرين، مما يؤكد على احترام السعودية لدور الأردن المحوري في المنطقة في كافة المجالات الاقتصادية والسياسية وغيرها، إذ أن هذه الدعوة وجهت لعدد محدود جداً من قادة الدول.
فيما جاء تأكيد جلالة الملك، في رسالة جوابية إلى خادم الحرمين الشريفين، حرصه على تلبية الدعوة للمشاركة في أعمال القمة، مشدداً على أن رئاسة المملكة العربية السعودية الشقيقة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الحكيمة لمجموعة العشرين؛ تعكس الدور المحوري للمملكة على الصعيدين الإقليمي والدولي، ومساعيها لتحقيق استقرار الاقتصاد العالمي وازدهاره.
ومجموعة العشرين هي منتدى تأسس سنة 1999 نتيجة الأزمات المالية في التسعينات، حيث يمثل هذا المنتدى ثلثي سكان العالم، وثلثي التجارة العالمية، كما يمثل أكثر من 85% من الناتج العالمي الخام، وتهدف مجموعة العشرين إلى الجمع الممنهج لدول صناعية ومتقدمة هامة بهدف مناقشة قضايا أساسية في الاقتصاد العالمي، كما تعمل المجموعة على تعزيز الاستقرار المالي الدولي، وإيجاد فرص للحوار ما بين البلدان الصناعية والبلدان الناشئة.
وقد اجتمع رؤساء الدول والحكومات معاً تحت مظلة هذه المجموعة ولأول مرة بتاريخها في 15 نوفمبر 2008، وتضم المجموعة أعضاء بلدان مجموعة الثمانية و11 دولة من الاقتصادات الناشئة والاتحاد الأوروبي العضو العشرين فيها، ونظراً لأهمية الدول الأعضاء في المجموعة؛ فقد دعت السعودية في برنامجها التفصيلي لهذه القمة إلى دعم نمو الابتكار في العالم، وتحقيق الرفاهية، وتمكين شعوب العالم، والحفاظ على الأرض.
وقد أعلنت المملكة العربية السعودية التزامها بمواصلة العمل لتعزيز التوافق العالمي، والتعاون مع الشركاء بالمجموعة لتحقيق إنجازات ملموسة واغتنام الفرص للتصدي لتحديات المستقبل، حيث تقع السعودية على مفترق الطرق لثلاث قارات وهي: آسيا وأفريقيا وأوروبا، وباستضافتها لمجموعة العشرين، سيكون لها دور مهم في إبراز منظور منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ويشكل إنعقاد القمة في السعودية فرصة فريدة لتشكيل توافق عالمي حول القضايا الدولية عند استضافتنا لقادة كبرى دول العالم.
وتدرك السعودية، الدولة العربية الوحيدة في المجموعة، أنها تمثل صوت جميع الاقتصادات العربية في المجموعة، وهذا يتطلب منها عرض الفرص والتحديات التي تواجهها الاقتصادات العربية أمام قادة المجموعة، مما يشكل فرصة حقيقية للفت الأنظار نحو الدول العربية بشكل خاص، ودول المنطقة بشكل عام.
وتعمل السعودية على تحضير ملفات اقتصادية تخدم الدول العربية والمنطقة وشعوبها لدعم جهود التنمية فيها بإتفاق عالمي يدعمه رؤساء دول المجموعة، وهو ما دفع السعودية للتشاور والحوار مع دول المنطقة حول أهم الملفات والقضايا الاقتصادية الملحة التي يجب عرضها في القمة، ومن هنا تنبع أهمية التنسيق السعودي الأردني للتشاور حول بعض القضايا الاقتصادية المهمة التي تهم الدولتين والمنطقة.