تداعيات تعطيل المؤسسات التعليمية وتغعيل التعليم عن بعد
فيصل تايه
15-03-2020 09:52 AM
مع إعلان الحكومة توقيف الدراسة في جميع المؤسسات التعليمية ، انطلاقا من هذا اليوم الاحد ١٥ مارس ٢٠٢٠ ولمدة اسبوعين في إطار التدابير الاحترازية الرامية إلى الحد من العدوى وانتشار وباء "كورونا" حيث أوضحت الحكومة أن الأمر يتعلق برياض الأطفال وجميع المدارس والمؤسسات التعليمية والمؤسسات الجامعية الحكومية والخاصة والتعليم العالي والبحث العلمي .
الأمر لا يتعلق بتاتا بإقرار عطلة مدرسية استثنائية استرخائية ، بل ويأتي ذلك كإجراء وقائي يسعى إلى حماية صحة الطلبة وكذا الأطر الإدارية والتربوية العاملة بهذه المؤسسات وجميع المواطنين، وإلى تجنب تفشي فيروس "كورونا" - لا قدر الله - خاصة بعد أن صنفته منظمة الصحة العالمية "جائحة عالمية".
ولمواجهة هذا الوضع الاستثنائي، دعت وزارة التربية والتعليم الأطر التربوية والإدارية إلى الانخراط بشكل فعال ومكثف في جميع التدابير التي سيتم اتخاذها من أجل ضمان الاستمرارية البيداغوجية عن طريق كل ما يمكن توفيره من موارد رقمية وسمعية بصرية وحقائب تعليمية لازمة لتوفير التعليم عن بعد ، بغية تمكين المتعلمين من الاستمرار في التحصيل الدراسي مع ضرورة تواصل الوزارة المستمر للعمل على اطلاع أسرة التربية والطلبة وأولياء امورهم، بكافة المستجدات المتعلقة بهذه الظرفية الاستثنائية عبر جميع القنوات المتوفرة لديها.
وبذلك فان المدارس الرسمية والخاصة قد تعيش أسبوعين مختلفين على خلفية توجيهات وزارة التربية بضرورة التواصل الإلكتروني مع الطلبة لاستكمال المناهج الدراسية وإنقاذ العام الدراسي، وفقا للتوجيهات وتبعاً لخطة الطوارئ والأزمات الوطنية على مستوى وزارة التربية لمحاكاة مجتمع تربوي متنوع وضمان التعلم للجميع من كل الطبقات والمناطق.
الايام القادمة ستبين الجاهزية التكنولوجية، ولا سيما امكانية توافر موارد رقمية (صوتية وبصرية) جاهزة للمناهج وفتح النقاش في الأوساط التربوية أمام فعالية المنصات للتعليمية التي تحتاجها وزارة التربية والتعليم باستمرار أو تفعيل «التلفزيون التربوي» ليقوم بدوره ، وهذا يدفعنا إلى التركيز على ضرورة وجود استديوهات تربوية تملك معدات وتجهيزات استثنائية يمكن استثمارها.
نأمل ان تكون التجربة خلال الأيام القادمة مشجعة، ولتظهر أن التعليم عن بعد سيحقق الإنتاجية المطلوبة، اضافة الى إمكانية استخدام التطبيقات التي تساعد على شرح دروس تفاعلية ، وهذا يدعونا للحاجه المستقبلية لتدريب المعلمين ليقوموا بما يكفي لإنجاز دروس إلكترونية ، وتفعيل الدورات التدريبية فيما يتعلق بالتدريب المستمر وغيره من هذا الخصوص ، ومتابعتهم ادائهم في الصفوف لتقييم تقدمهم في هذا المجال، فضلاً عن تفعيل الإشراف والاسناد التربوي في هذا الإطار، للتنسيق الحقيقي ميدانياً ، وتفعيل التلفزيون التربوي وتحديثه لجهة الاستفادة من الدروس النموذجية التي أنجزها في مرحلة من المراحل والبناء عليها لإنجاز دروس موحّدة وبثّها عبر التلفزيون وإنشاء منصات تعليمية فاعلة ، إضافة الى الحاجة الملحة الى خبرات شركات تكنولوجيا المعلومات التي تمتلك برامج تربوية لإطلاق مبادرات فريدة من نوعها للتعامل والمساهمة على إنشاء نظام الكتروني محوسب للتعليم عن بُعد ، واعانة وزارة التربية والتعليم وتحمل المسؤولية إلى جانب جميع القطاعات والهيئات الحكومية والأهلية في إطار المسؤولية الاجتماعية، وفي إطار نشر الثقافة المجتمعية الإيجابية.
والله ولي التوفيق