في ذكرى رحيل «أبو عواد» .. والكورونا
الاب رفعت بدر
12-03-2020 01:20 AM
رحم الله الفقيد الفنان نبيل المشيني الذي صادفت قبل أيام ذكرى رحيله السنوية الأولى، وما زلنا نعود إلى أعماله الفنية ذات الدروس الاجتماعية والعبر الحياتية والعائلية. تذكرته قبل أيام باحدى حلقات مسلسل «أبو عواد» وفيها كما أذكر أخبار عن جسم غريب سوف يسقط على الأرض ليخلق دماراً شاملاً يشبه نبوءات نهاية العالم، وكيف تصرّف الناس إزاء تلك المخاوف، فذهب بعضهم إلى جاره ليؤدي له ديناً قديماً، وتمت الصُلحات الاجتماعية عبر ارجاء «الحارة»، التي سادتها أعمال المغفرة المتبادلة، لكي يأتي «ذلك اليوم» والناس مهيأة نفسياً ورو?ياً للحدث الجلل. و"شو بدكم بطولة السولافة» في النهاية يتم اكتشاف انّ ذلك الكائن الغريب لا وجود له على الاطلاق، وأنها قصّة اختلقها بعض الناس، ومنهم نجاح (الممثلة عبير عيسى) ابنة أبي عواد التي صارت تدعو الناس إلى التآلف والمصالحة ومحبة بعضهم البعض، في كل الاوقات وليس فقط في الضيقات.
عادت الحلقة إلى ذاكرتي، فيما العالم كله أصبح حارة واحدة، وصار غاطساً بمتابعة نشرات الأخبار والبيانات الرسمية المحلية والعالمية حول فيروس الكورونا. وأنه بلا شك داء قد تفشى بالعديد من الأجسام: شفى الله المصابين ورحم الراقدين، وألهم العالم صبراً وصلاة ودعاء من أجل الشفاء وابعاد الداء.
وأمام هذه الهجمة الشرسة للمرض على كل بقعة من الأرض، تُدعى الأسرة البشرية على التوحد والتضامن أكثر فأكثر. ومثلما هي متحدة الآن بالألم من داء لا يعرف بعد أصله من فصله، هي مدعوة للتوحد على الأمل، والرجاء بأن غيمة الكورونا ستعبر بإذن الله وستعود أيام الناس عادية بعدما خضع البشر إلى الخوف والجلوس في البيت وإغلاق المدارس والكنائس والتحذيرات من السفر والتنقل والتجمعات.
هي ثلاث كلمات تلخص ثلاث قيم في كيفية التصدي للفيروس: اقتبسها من الدائرة الفاتيكانية للعلمانيين والعائلة والحياة حين دعت الجميع، في بيان من ايطاليا المغلقة والحزينة، إلى مواجهة حالة الطوارئ الصحية العالمية بـ «جدية وشجاعة وهدوء». أما الجدية فلأن الأمر يتعلق بحياة الانسان وليس سببًا للتندّر، أو لإطلاق الإشاعات وتهويل الناس وايقاعهم بالهلع وانعدام الأمان.
أما الشجاعة فلأنّ الأطباء والممرضين والعاملين في المجال الصحي هم معرّضون أكثر من أي فئة أخرى إلى الإصابات، لكنّهم يقومون بواجباتهم المهنية والانسانية ببطولة حقيقية وشجاعة قلّ نظيرها. أمّا الهدوء فيعني الكثير، وهي أن يبقى الانسان مطمئن البال غير خائف، مسلّمًا أمره إلى ربّ العباد، وكذلك لكي لا يدخل الخوف إلى نفوس الأطفال وضعاف النفوس والمناعة. كما أنّ الهدوء هنا يعني الإيمان والتقوى، ومضاعفة الصلاة والدعاء من أجل شفاء المصابين ورحمة للراقدين وصبرًا وسلامة العقل للباحثين في المختبرات على إيجاد حلول ناجحة وأدو?ة ناجعة في المستقبل القريب.
ودخلك دخلك يا بو عوّاد، اسمعنا وافهم على طول
هي حالتنا – وحارتنا وعالمنا–بدها حل، بدنا رأيك شو بتقول!
سلامتكم جميعاً..!
(الرأي)