أُخذ على الاردن الرسمي إعترافه العلني محاربة القاعدة أياً كانت ، وكأنها دولة صديقة او مجموعة حميدة لنا معها مصالح ونشترك معاً في وجهة او توجه يصب في صالح الاردن والامة العربية والاسلامية.

وحقيقة الامر ان القاعدة لم تكن منذ اليوم لضرب الفنادق وقتل ابناء جلدتنا ومحاولة فك رقبة العقبة والتخطيط والتهديد المتواصل باغتيال شخصيات وضرب مصالح وناس ابرياء ، الا عدواً شرساً وهدفاً واضحاً للامن الاردني كون المسألة تعدت علاقة التعاون الامني الاردني والعربي والاسلامي والدولي والامريكي منها الى المساس بهدوء الساحة المحلية وتثويرها لمصالح لا علاقة لها الا بالشرق لا بالغرب المكلوم تحت وطأة الاحتلال والذل وقسوة المعيشة .

للاردن دور ومكانه وهدف من وراء كل عملياته منذ 2005 حيث القاعدة في عقر دارنا ، فما عاد من الممكن انتظار التنظيم المعادي للوصول الى عمان وغيرها كي نرد كما فعلنا مع الزرقاوي ، ومازال دورنا في القبض على الكربولي ومطاردة من يمس الامن الاردني شعار لاستراتيجية لا نخشى من اعلانها والعمل بوضوح في اطارها.

ولو تركت اجهزتنا الامنية الاستخبارية المحلية بالتعاون مع العربية والغربية والعملاء انّا كان شكلهم ، الساحة نهباً لفكر القاعدة وطالبان ومن ورائها لوجهنا لوماً كمواطنين ومحللين ومنظّرين الى الحكومة بأدواتها المختلفة لانتظارها متفرجة لصفعات القاعدة ومخططاتها المتواصلة لمحاربة النظام والشعب والارض والاستقرار ومعاً ..

اذن فالحكومة مطالبة اليوم وغداً وبعد غد ان تواصل حربها على الارهاب وكل من تسول له نفسه الاقتراب من المحذور الاردني ، فالمملكة شريكة بلا إختباء في المعركة الشاملة لضرب قواعد العبث واللاانسانية واللادينية التي تحركها اصابع مجهولة هنا معروفة هناك ، وكأن الاسلام حكر لهم وعليهم ونحن دولة الكفر والالحاد وشعبنا قطعان من الضلال والكفر ولابد من تاديبة وممارسة كل فصول السير به نحو هاوية الفوضى والخطوات عير المحسوبة المدروسة .

الاردن فخور بما انجز ولم يعمل سراً في مشاركته دولياً وعربيا واسلامياً لحماية الاسلام من تشويهات الخارجين عن الدين والمجتهدين على هواهم لقيادة المسلمين الى سنة جديدة ودين جديد وربما إله آخر غير الذي لا نلجأ منه الاّ اليه .. فيخرجون بشريط يريد الانتقام منا من اجل افغانستان وجبالها وسيد خنادقها اسامة بن لادن ..

لم نستح يوماً من تعاوننا مثل باقي الخلق مع الاستخبارات الامريكية والعربية - مصر والسعودية والفلسطينية مثلاً - والاوروبية في اطار حماية ديننا وامتنا وشعبنا ، اضافة الى الجهد والواجب الاردني التنويري لكل من يستهدف الاسلام بصورته الناصعة الحقيقية ، وهذا لا يعني ان دور اجهزتنا الامنية تتماهى مع الجهاز الاسخباري الامريكي او غيره .

قد يكون التلاطم المعلوماتي والتضارب في التصريحات والبيانات ولّد نوعاً من العتب الداخلي على ادارته وشكله وصيغته غير الموفقة لكن ذلك لا يمنع من وقفة واحدة لا تقبل القسمة على شيء ، تحافظ على وحدة بلدنا وتركيبته واستقرار امنه وحياته دون السماح لاي اجتهاد او تطاول من شأنه خلط الاوراق او تفتيت الجبهة الداخلية ونحن الذين دفعنا الثمن اولاً ونعرف حجم الالم الذي تخلفه عمليات العبث الارهابية لذا نحن معنيون للتصدي والحيلولة دون وصول سرطانهم واداوتهم التخريبية في عواصمنا الامنة .