ما المقصود بالعنف ؟ وهل العنف محصور في دائرة ٍ معيّنة ؟ وهل له شكل ٌ واحد ؟ أم أنّ أشكاله تتعدّد وتتلوّن ؟ وهل يمارسه طرف ٌ بعينه ؟ أم أنّ باستطاعة أيّ إنسان ممارسة العنف ؟ هل من علاج لهذه الظاهرة الآخذة في الانتشار ؟ أم نقف أمامها عاجزين مستسلمين ؟
...... إنّ العنف هو إيقاع الأذى بكافــّـة صوره على الآخرين ، سواء الأذى البدنيّ أو الأذى النفسيّ ، والعنف ليس له دائرة ينحصر فيها ، فهو مرشــّـح للانتشار في كل مكان ، وباستطاعة أيّ إنسان أن يمارسه على الآخرين إن كانت لديه ثقافة العنف موجودة .
..... تتعدّد أشكال العنف وتتلوّن ، بدءا ً بالعنف الأسريّ ، والعنف المدرسيّ ، سواء الذي يمارس على الطلاب من قبل بعض المعلــّـمين ، أو من قبل الطلاب أنفسهم ، أو من الوالدين على الأبناء ، أو من الأبناء على أنفسهم ، أو على الآخرين من أبناء الحيّ .... الخ
..... إنّ العلاج الفعــّـال لهذه الظاهرة الآخذة بالانتشار هو التوعية أولا ً بأسباب العنف بمختلف أشكاله ، والعمل على وقفها ، بالعقوبات الزاجرة والرادعة ، بحقّ أولئك الذين يمارسونه في بيوتهم ضد أطفالهم وأسرهم ، أو داخل المدارس ضدّ التلاميذ ، سواء أكان مصدر العنف المعلــّـم أو الطالب ، على حدّ سواء .
..... لقد عملت الدّولة الأردنيّة وعلى رأسها جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظــّـم ، وجلالة الملكة رانيا العبدالله المعظمة ، على إصدار التوجيهات والأوامر اللازمة بضرورة خلق بيئة آمنة وخصوصا ً في المدارس والجامعات ، التي شهدت في الآونة الأخيرة تزايدا ً في المعنـّـفين من الطلاب أو المدرّسين على حدّ سواء . ونحن نبارك هذه الخطوات ونؤيّدها لخلق جيل ٍ واع ٍ ومسؤول ، وبيئة صحيّة آمنة يستطيع فيها أبناؤنا أن ينهلوا علومهم وهم مطمئنين آمنين .
..... أمــّـا بالنسبة لأشكال العنف الأخرى وخصوصا ً التي تقع من الأزواج على الزوجات ، فأمرها سهل وبسيط ، فحلــّـها يكمن في التبليغ عن هذه الإساءة للجهات المختصــّـة والمنتشرة في أنحاء مملكتنا الحبيبة وهي التي تقوم بدورها عندئذ ٍ على أكمل وجه .