تحدث القرآن الكريم عن المنافقين بأنهم " يحسبون كل صيحة عليهم " مؤكدا" بأنهم " هم العدو فاحذرهم قاتلهم اللهُ أنى يؤفكون " .
الجبان دوما" يعاني ويخاف من كل كلمة ، ولهذا يعاديها ويعادي أهل الكلمة الحرة التي لا تبيع ولا تشتري لأنها عاهدت ربها أن تقول الحق ولو كان مُرا" . ان الله كرم الإنسان فكان أول شيء أن علمه أسماء الأشياء وهذا قمة التكريم والسبب أن الكلمة تعني الحرية وتعني أن يسمي الأشياء بأسمائها دون تلبيس ولا تزييف .
وهذا المعنى وقف عنده الكاتب المصري الرائع العملاق خالد محمد خالد في كتابه " في البدء كان الكلمة " فالإنسان بدون كلمة لا يساوي شيئا" ولهذا يقولون الرجل : كلمة .
وشرف الرجل : كلمته .والكلمة قد تكون طيبة وقد تكون خبيثة قال تعالى " ومثل كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء " وهذا العلو للكلمة يليق بتكريم الإنسان الحر الراقي وليس أولئك الذين يبيعون كلامهم لكل من يدفع فمن يبيع كلمته يبيع شرفه.
هناك إدارات لا تعجبها الكلمة الحرة لأنها إدارة مرعوبة جبانة تعيش سياسة الطبطبة ولا تريد أن يؤشر الناس على الخطأ والخطيئة سواء كان معلما" أو واعظا" أو كاتبا" أو سياسيا" أو أكاديميا" أو اعلاميا" !!
ولأن هذه المهن والوظائف لا بد منها فاضطروا للبحث عن بائعين رخيصين يبيعون كلامهم ويقبضون ثمنه دراهم معدودة لا تلبث أن تذهب" يا ابن ادم : ليس لك من مالك إلا ما أكلت فأفنيت أو لبست فأبليت أو تصدقت فأبقيت " .
هرول الصغار وراء المرجفين وباعوا واشتروا وأخذوا معهم الخيانة وغضب الله ولعنة التاريخ . أما الحر فيردد ما قاله ابن حزم الأندلسي : إن تحرقوا القرطاس لا تحرقوا الذي تضمنه القرطاس بل هو في صدري
وصدق الله العظيم :" فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض " .