إنّ تأمل الكتابة التاريخية والحالية عن الأردن، وخاصة التحليلية منها، وفي حالاتٍ كثيرةٍ ظلمت بلادنا.
فكثيراً ما نطالع كتباً حاولت التأريخ وكتبت بأيادي غير مختصة أو مختصة تسيدت المشهد ورهنت الأردن لرؤىً غير بريئة أو أنها كتبت في مراحل تاريخية مضت كان مثل ما شاب فترة المحاور العربية.
وهذه الكتب بقيت لليوم رائجة، بل وأتاحت الشبكة الرقمية سرعة بانتشارها على حساب الكتابة الوطنية، التي تؤمن بدور الأردن وحضوره ووجوده، وما بذله صادقاً مخلصاً تحت القيادة الهاشمية في سبيل المشروع العربي والوطني.
واليوم، وأمام هذه الحالة، وأمام ترك المشهد من قبل بعض الأكاديميين والمؤرخين أو البقاء ضمن دائرة الكتابة التاريخية التقليدية باتت المكتبة الأردنية بحاجةٍ إلى جهد جديد، يكون قوامه ضخ دماء جديدة، تعيد صياغة الرواية الأردنية بمهنية ودقة، ولا تركن إلى التحليلات المؤدلجة التي ترعرعت في صميم مواقف مناوئ أغلبها للأردن.
وكثير من الدول، والعظمى منها أيضاً، تنحو نحو ذلك، لتوثق روايتها، فالتاريخ وحتى الحاضر ليس سردية موثقة أو وثائق صماء متداولة دون أنّ توظب بسياقات الرواية السليمة والتحليل المؤمن بالوطن.
وكثيراً ما مرّ علينا، فرضية الكيان الوظيفي التي حاول البعض (المارقين) الترويج لها عن الأردن، وكأنه هو البلاد الوحيدة التي رسمت خارطتها في مرحلة ضعفٍ عربيٍ، وإنّ كان كذلك فهو البلد الوحيد بالمنطقة الذي بقي مستمسك بعروبيته وخطابه النهضوي، ومؤمن قيادة وشعباً أنه جزء من أمته العربية دوراً وقولاً وعملاً وحقاً.
فهذه المفاهيم بحاجة إلى إعادة نظر ، وإلى أنّ تأخذ نخبة جديدة أكاديمية خاصة دورها في صوغ السيرة الاردنية بأوجه التضحيات والبذل والسعي نحو كل مشروع سعى إلى خير المنطقة وانسانها، فهنالك بعض كتب عن الأردن، وحمل بذور السوء والاستهداف.
واليوم، ونحن على أعتاب مئوية الدولة، وسيرتها الطويلة المستندة إلى روافد قومية وإسلامية من مشروعية وشرعية القيادة الهاشمية بتنا أولى بأن نرفع الحجاب عن بعض كتبٍ ورواياتٍ استهدفت عقول النشء.. فالأردن غني بمواقفه وتاريخه، وسيرته أيضاً، فمن يقرع الجرس ؟