ما بين دعوات تأمل بتأجيل إجراء الانتخابات النيابية ،والتمديد لمجلس النواب، وبين المطالبين بإجراء الانتخابات في موعدها، جاء الحسم من صاحب القرار، صاحب الإرادة العليا جلالة الملك عبدالله الثاني بالتأكيد على أن الأردن سيشهد انتخابات نيابية صيف هذا العام.

ذلك أن جلالته ينحاز دوما الى الى المواطن واماله وطموحاته، ولأنه حامي الدستور والمدافع عنه، صحيح أن التأجيل والتمديد هو حق دستوري ومن صلاحيات جلالة الملك كما هو الحق بالدعوة إلى إجراء الإنتخابات وإصدار الأمر الملكي بذلك، الا ان جلالته يدرك تماما ان المرحلة دقيقة والظروف بحاجة إلى أن يتحمل المواطن مسؤوليته تجاهها.

ومن منطلق الحرص على توسيع المشاركة الشعبية في صنع واتخاذ القرار، المطالبون بالتأجيل يبررون ذلك بأن الظروف صعبة تحول دون أجراء الانتخابات.

لكن الرد على هذا الرأي يدعونا للتساؤل ومفاده متى أجرى الأردن انتخاباته والظروف عاديه في المنطقة، والعالم والمتابع لهذا الأمر يرى أن كل الإنتخابات أجريت في ظل ظروف صعبة وملتهبة ودقيقة حتى أن الانتخابات أجريت وما يسمى بالربيع العربي في أعلى درجاته وفي أوج تصاعده.

كل ذلك يتم لان الديمقراطية في الأردن أصبحت نهجا لا تراجع عنه، ولأن الأردن دولة عميقة راسخة ومستقرة أمنيا وسياسيا والحمد لله ولها تقاليدها واعرافها البرلمانية المنبثقة من الدستور الذي يعتبر من أرقى واحدث الدساتير في العالم.

نعم الظروف دقيقة وصعبة وهذا يتطلب المشاركة الفاعلة في الإنتخابات والقيام بالتوعية المطلوبة وممارسة كل أشكال التحريض الإيجابي للمواطنين على ممارسة حقهم الدستوري والذهاب إلى صناديق الاقتراع لان العزوف عن ممارسة هذا الحق يوصل من هم اقل كفاءة واقتداراً.

ومطلوب من الشباب النهوض بدورهم الذي يعول عليه جلالة الملك في أحداث التغيير الإيجابي المطلوب بما يلبي طموحاتهم وامالهم خاصة وأن الفرصة متاحة لهم بعد تخفيض سن الناخب في سنوات قادمة مما يوسع حجم المشاركة الشبابية في اختيار ممثلي الشعب تحت قبة البرلمان.

والأمل معقود على أبناء الوطن وهم أصحاب الوعي والإدراك لإفراز طاقات وطنية ذات كفاءة عالية لان طبيعة المرحلة والظروف التي يمر بها الوطن هي أحوج ما يكون لذلك حتى يتمكن ممثلو الشعب من تحمل مسؤولياتهم والتصدي بكل واقتدار للتحديات التي يتعرض لها الأردن وعلى رأسها ما يسمى بصفقة القرن التي تشكل خطرا على المنطقة ويتأثر بها الأردن بشكل مباشر أو غير مباشر.

(الرأي)