facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الأجندة الخاصة عندما تكون أجندة الوطن و الأمة دولة الدكتور معروف البخيت نموذجاً


د. عبدالله فلاح الهزاع الدعجة
09-03-2020 12:57 PM

يمثل دولة الدكتور معروف باشا البخيت رئيس الوزراء الأسبق ، نموذج عبقرية فريد من نوعه استند على مفهوم ابداع فردي و ذكاء فطري مكنه من تولي أعلى مناصب الدولة ، فالكثير من زملائه بالجيش العربي شهدوا له أنه أذكى ضابط في الجيش العربي و الأكثر نزاهةً و اخلاصاً و ألمعيةً ، فهو الضابط الوحيد بين أقرانه الذي تقدم لأعلى المواقع القيادية.

عند تعيينه سفيراً للأردن في اسرائيل عام 2005 ، سألته بفضول الطالب الجامعي في برنامج العلاقات الدولية والدراسات الاستراتيجية / الجامعة الهاشمية ، عن تعيينه , فأجاب حفظه الله ، قائلاً بقوة و ثبات : نداء الوطن نلبيه يا عبد الله ، و مصلحة الأردن العليا اعتبار لا يعلو عليه أي اعتبار ، فكان رائد الاستراتيجية الاستباقية والتفكير التنبؤي و الاجتهاد بوضع الحلول و السيناريوهات اللازمة لمرحلة دقيقة و حرجة لا تقل دقة و حرجاً عن المرحلة الحالية و تداعياتها و مآلاتها .

عند توليه الولاية العامة رئيساً للحكومة عام ( 2005 ) و عام ( 2011 ) ، واجه أزمات مفتعلة للإطاحة بحكومتيه ، و محاولة ارباك عملها و إضعافها لصالح " مراكز قوى " أخرى بالدولة و خارجها ، ليس من مصالحها " الضيقة " نجاح الحكومة و استغلت في ذلك مفهوم " المسؤولية الأدبية " و تضليل الرأي العام ، إلا أنه و كعادته و على الدوام أثبت كفاءة القيادة و ايصال الوطن الى بر الأمان .
والقارئ يدرك كل هذه القضايا فلا مجال للإسهاب بها وأن لزم الأمر سنقوم بالإسهاب استناداً لحفظ حق الرد و بالتفصيل لكي لا يقع القارئ الواعي في فخ الشعارات البراقة و العناوين الرنانة المفرغة فعلياً من الحقائق و وقائع الحال ، ومنها على سبيل المثال ، قضية تسمم المياه في محافظة المفرق ، و قضية تزوير الانتخابات النيابية و البلدية ، و قضية الكازينو ، و قضية الاخوان المسلمين و جبهة العمل الاسلامي و جمعية المركز الاسلامي ، و الأخذ بعين الاعتبار للأطر الاجتماعية و النفسية و القانونية لكافة هذه القضايا ، و دور القبة العبدلية في التصويت و حسم الكثير منها في حينه.

من عبارات دولته حفظه الله عند اصرار البعض على رفع الأسعار بتحريض من " مراكز القوى" السالف ذكرها ومحاولة اللعب في قوت الناس و اخلال الأمن و الاستقرار و النظام العام ، قول دولته حفظه الله : ((الأنسان الاردني أهم من لغة الأرقام )) وجلالة الملك ابو الفقراء و ابو الضعفاء و ابو المساكين ، و لم يوافق على رفع الاسعار .

قيل عنه أنه أفقر رئيس وزراء في الأردن ، و قال تحت القبة العبدلية أنه يتحدى أي شخص اذا كان لديه غير راتبه و هذا ما لم نسمعه من أي مسؤول اردني رفيع المستوى ، ناهيك عن أنه رئيس الحكومة الوحيد في الوطن العربي و غيرها من دول العالم الذي ذهب باختياره و أصر على الذهاب الى رئيس هيئة النزاهة و مكافحة الفساد للحديث عن أي قضية يرونها تشكل فسادأ و تجاوزاً للقوانين و الأنظمة و التعليمات أياً كانت .
تقلد مناصب في غاية الأهمية والريادة في الدولة لم يأتي لليوم من يشغلها بمثل كفاءته منها ، ممثل الأردن في مباحثات الحد من التسلح و الأمن الإقليمي ضمن مجموعات العمل المتعددة التي انطلقت من مدريد ، و المنسق العام لعملية السلام في الشرق الاوسط و مقرر اللجنة التوجيهية العليا و مستشار أمني في دائرة المخابرات العامة ، و رئيس للبعثات الدبلوماسية في دول كبرى مؤثرة في الإقليم .
و في عام 2005 عند استحداث وكالة الأمن القومي و تعيينه مديراً للأمن القومي و مديراً لمكتب جلالة الملك المعظم ، فقد أصبحت المؤسسة الأمنية الاردنية تتربع على عرش الاستراتيجية الأمنية الكونية و مكوناً أساسياً في استراتيجية العالم الأمنية و العسكرية و الإقتصادية كملفات الطاقة و الغاز و النفط و قضايا الأمن الفكري و غيرها من القضايا الملحة على الاجندة الدولية و العالمية .

و هذا ما اشارت اليه نخب عالمية مثل الكاتب David Ignatius ) ) في كتابه عن الشرق الأوسط ( Body Of Lies ) الذي تحول الى فلم سينمائي ، و حديث مدير ال ( CIA ) السابق (George Tenet ) عن مستوى المؤسسة الأمنية الاردنية الرفيع الذي وصلت اليه في مكافحة الارهاب في عهد قادة عظام من ذلك الطراز الرفيع .

شخصية سياسية عسكرية استراتيجية كارزمية ، لا ينجب مثلها و لن يجود الزمان بها ، لم يعرف لعبة تقاسم الأدوار من اليسار الى اليمين لغايات معينة ، كما لم يعرف اسغلال الوظيفة بالرغم من أنه شغل أهم وظائف الدولة ، كان و ما زال و سيبقى قابضاً على جمر العروبة و البطولة الأردنية و العسكرية الفذة و الأخلاق الأردنية الرفيعة و الولاء للقيادة الهاشمية المظفرة ، وفي الخلاصة ما أود قوله هو التساؤل التالي : ما هي صيغة المنهجية التي يمكن من خلالها تقييم الشخصيات الوطنية السياسية مع استحقاقات المرحلة و تأثير ذلك على مسار الدولة الشامل على المدى الاستراتيجي ، وذلك في ضوء تجربة دولة الدكتور معروف باشا البخيت ، حفظه الله و رعاه ، والذي يعتبر محطة هامة و علامة فارقة و فريدة من نوعها في التاريخ السياسي الأردني ، مصداقاً لقوله عز من قائل : ((وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ )) وقوله (( وَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَوْلاكُمْ نِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ)) . و سيبقى مشعلنا الوطني منيراً بنور الأردنيين الشرفاء الغيارى .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :