المعتاد والمألوف لدى الفلسطينيين والعرب،ان اسرائيل كلما زادت عزلتها الدولية وتعرضت سياستها العدوانية التوسعية ونهجها العنصري للتطهير العرقي ،كلما سارعت باللجوء الى الولايات المتحدة الاميركية وبما فيها من منظمات صهيونية لانقاذها من ازمتها ...

وهذه المرة ايضا نشطت حكومة نتنياهو لدى ادارة الرئيس اوباما ولدى المنظمات الصهيونية الاميركية مطالبة بدعمها وبتسهيل السبل امامها نحو استئناف المفاوضات مع الجانب الفلسطيني ..

ذلك ان اسرائيل كانت ولا تزال تجد راحتها ووقتها المناسب وفرصها لتحقيق اهدافها في التوسع والاستيطان واصابة واعتقال مئات المناضلين الفلسطينيين اثناء المفاوضات العقيمة مع الجانب الفلسطيني ..ولقد صادرت حكومات اسرائيل المتعاقبة آلاف الدونمات من الاراضي الفلسطينية واقامت عشرات المستوطنات عليها وبخاصة في القدس وفي ضواحيها ..

كما انها جرفت مئات المزارع وهدمت مئات المنازل واقامت عليها المستوطنات والوحدات السكنية المنظمة اوالعشوائية في الوقت الذي تدّعي حرصها على السلام وحرصها على استمرار المفاوضات ..

وكما هو واضح فان ادارة الرئيس اوباما لن تخيب امل حكومة نتنياهو ..

حيث سارعت الى ممارسة الضغوط على الجانب الفلسطيني وعلى بعض الدول العربية من اجل التحرك نحو الاعداد والاستعداد لاستئناف المفاوضات على المسار الفلسطيني ..

وكما ذكرت صحف امريكية واسرائيلية وآخرها صحيفة «معاريف»الاسرائيلية يوم الاثنين الماضي فان ادارة الرئيس اوباما قد قدمت خطة تدعو للاستئناف الفوري للمفاوضات.. حيث على الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي التوصل لاتفاق نهائي خلال عامين يبحثان خلاله قضية الحدود بهدف التوصل الى اتفاق بشأنها في غضون تسعة اشهر قبل انتهاء الحظر المحدود الذي فرضته حكومة اسرائيل على بناء المستوطنات في الضفة الغربية !!!.. ويبحثون بعد ذلك قضايا رئيسية مثل مستقبل القدس وقضية اللاجئين الفلسطينيين ..

واللافت ان ثمة حراكا سياسيا نشيطا في بعض العواصم العربية وثمة جهودا تبذل من اجل استئناف المفاوضات على اساس مبادرة السلام العربية ،وتحديد سقف زمني ومرجعية واضحة ..

ويبدو ان زيارة نتنياهو للقاهرة ولقاءه الرئيس مبارك قد فعلت فعلها في تنشيط الحراك الفلسطيني والعربي الرسمي لجهة التفكير باستئناف المفاوضات ..

ويبدو ايضا ان زيارة وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط ومدير المخابرات العامة عمر سليمان المقررة لواشنطن ،ثم عودة مبعوث الرئيس الامريكي للمنطقة جورج ميتشل القريبة والذي قام بجولات حكومية لدى عواصم المنطقة لاكثر من عشر مرات قد تدفع نحو استئناف المفاوضات في المدى المنظور ..

وقد يوافق الجانب الفلسطيني بتشجيع عربي رسمي وبضغوط امريكية على القبول باستئناف المفاوضات على اساس مبادرة السلام العربية والخطة الامريكية معاً لا سيما وان الرئيس عباس قال :»احسن شيء ان نحكم على الامور بعد عودة الوزيرين ابو الغيط وعمر سليمان من واشنطن «..مضيفا :»لا نريد ان نحكم على افكار ما زالت ضبابية حتى الأن «..

اذن الرئيس الفلسطيني بانتظار ما ستسفر عنه زيارة الوزيرين المصريين لواشنطن من نتائج وهنا ستظهر مدى جدية ادارة اوباما في السعي لتحريك عملية السلام او عدم جديتها ..