الفائز ببطولة الدوري الممتاز لكرة القدم هذا الموسم سينال 60 ألف دينار فقط لاغير. المبلغ المذكور يعادل أجر لاعب من مشاهير الأندية الأوروبية في يوم واحد.
هل يعقل أن اللعبة الأكثر شعبية تبلغ هذا المستوى من التعثر؟! بأي روح معنوية ستشارك الأندية، وهي تعرف سلفا بأن جائزة نهاية الموسم لن تغطي أبسط نفقاتها؟!
كرة القدم والرياضة عموما في بلادنا لم تتحول إلى صناعة رغم تبني سياسة الاحتراف، ما تزال تحبو وتتوسل الدعم والرعاية من الشركات والداعمين. وعلى مستوى الأندية الأوضاع أكثر سوءا، وتمر أشهر لا تستطيع معها الإدارات توفير الأجور الشهرية للاعبيها.
لمواسم سابقة تعكز اتحاد كرة القدم على رعاة من القطاع الخاص، هذا الموسم لم يجد غير سلسلة مطاعم للفول والفلافل لتقدم دعما محدودا للدوري. القطاع الخاص بشركاته الكبرى يتعفف عن دعم أكثر النشاطات الرياضية شعبية في البلاد. بنكان أو ثلاثة من الكبار ومثلها من شركات الاتصالات والتعدين قادرة على جمع مليون دينار للفائز بالدوري ووصيفه.
ما يحدث لكرة القدم في بلادنا يقوض كل جهود بناء حركة شبابية فعالة، فالرياضة هي العنوان الأبرز لحشد وبناء قدرات الشباب، والمدخل لمد جسور العلاقة مع كتلة اجتماعية ضخمة تعاني من أوجاع ومشاكل مزمنة.
لم يقصر الشباب الأردنيون في كل ميادين الرياضة، في كرة القدم والألعاب الفردية والجماعية، سطروا نجاحات عظيمة قياسا بالإمكانيات. في كرة السلة ومن دون أي دعم يذكر بلغ المنتخب الوطني نهائيات كأس العالم، وفي الرياضات الفردية لم يغب الأبطال الأردنيون عن منصات التتويج في السنوات الأخيرة.
دوري كرة القدم تأخر هذه المرة عن موعده عدة أشهر بسبب الأزمة المالية، وكان الرهان إطلاق موسم قوي يعوض خسائر التأخير، لكن جهود إدارة الاتحاد لم تفلح في إقناع الرعاة لمد يد الدعم للدوري، وأخفقت كل المحاولات لتوفير السيولة اللازمة لضمان الزخم المطلوب.
لا أعلم الطريقة التي يمكن لمؤسسات الدولة أن تساعد فيها الاتحاد، لكن ثمة أبوابا كثيرة ومداخل يمكن للمسؤولين اتباعها لحث القطاع الخاص والشركات التي تملك الدولة فيها حصة جزلة على تقديم مزيد من الدعم للاتحاد.
بطولات كرة القدم الأخرى، وكما أوضح الزميل المختص في شؤون الرياضة بصحيفة الغد تيسير العميري، ليست أفضل حالا، فالفائز ببطولة كأس الأردن هذا الموسم سيحصل على 30 ألف دينار والوصيف 15 ألف دينار. وتم إلغاء جوائز المراكز الرابع والخامس والسادس في دوري المحترفين.
كيف تستطيع الأندية في ضوء هذه الظروف المزرية أن تنفق على استقطاب اللاعبين من الخارج أو الإنفاق على مدربين مؤهلين، ودعم اللاعبين المميزين. وفي المحصلة هل يمكن لاتحاد يعاني من هذه المشاكل أن يقدم منتخبا منافسا للبطولات العربية والدولية، خاصة ونحن في غمار المنافسة للتأهل لتصفيات كأس العالم في قطر؟
ينبغي التفكير بمخرج سريع من المأزق، وإلا سنخسر ميزتنا كدولة واعدة في قطاع الرياضة وكرة القدم.
(الغد)