الوزراء وتجاوز الأعراف البروتوكولية
السفير الدكتور موفق العجلوني
08-03-2020 05:25 PM
من خلال عملي في السلك الدبلوماسي لما يزيد عن ٣٥ عاما، وعملي في إدارة المراسم في وزارة الخارجية وحضور العديد من الدورات في مجال الاتيكيت والبروتوكول والتشريفات الملكية، والقيام بالعديد من الندوات وورش العمل سواء في المعهد الدبلوماسي الاردني او في العديد من المعاهد الدبلوماسية في الدول العربية الشقيقة والدول الصديقة، ومراكز الدراسات والبحوث الاستراتيجية ومراكز التدريب، لم يجري العرف الدبلوماسي أن يقوم أصحاب المعالي الوزراء العاملين بزيارة سفراء الدول الشقيقة او الدول الصديقة في مكاتبهم على الاطلاق، لأسباب مفهومة ومعروفة لا مجال لذكرها.
وقد لاحظت قيام معالي وزير التخطيط والتعاون الدولي الدكتور وسام الربضي بزيارة سعادة سفير المملكة العربية السعودية في مكتبه بدار السفارة السيد نايف بن بندر السديري، والذي أكن لسعادته كل محبة وتقدير واحترام. مع تفهمي الكامل للعلاقات المميزة والمتميزة والتاريخية وعلى كل المستويات ووشائج القربى والعلاقة الحميمية بين المملكة العربية السعودية الشقيقة والأردن، وشرف كبير سواء بالنسبة لسعادة السفير او أصحاب المعالي الوزراء التواصل والتعاون والتنسيق بما يصب في مصلحة البلدين.
الا انني اضع اللوم في تجاوز الأعراف الدبلوماسية على وزارة الخارجية وشؤون المغتربين وبالذات على معالي وزير الخارجية السيد ايمن الصفدي ويليه مباشرة سعادة الزميل مدير المراسم الأخ العزيز نصار الحباشنة، واللذان اكن لهما كل تقدير واحترام وكليهما قمة واساتذة كبار في إعطاء دروس في قواعد الاتيكيت والبروتوكول، الا ان ذلك لا يمنع من بيان هذه الأعراف الدبلوماسية وخاصة في جلسات مجلس الوزراء الموقر، وتنبيه أصحاب المعالي بهذه الأصول البروتوكولية والأعراف، لأنه ليس من المفروض ان يعرف كل الوزراء هذه الأعراف الدبلوماسية.
ومن هنا من واجب اصحاب المعالي الوزراء قبل القيام بأي زيارة الى أصحاب السعادة السفراء المعتمدين في المملكة من الدول الشقيقة والصديقة، التنسيق اولاً مع وزارة الخارجية وشؤون المغتربين / إدارة المراسم، وبطبيعة الحال عندما يرغب أي سفير من الدول الشقيقة او الصديقة بزيارة أي وزير لا بد ان تتم هذه الزيارة بتنسيق مباشر خطيا مع وزارة الخارجية / إدارة المراسم، وهذا الاجراء يعيه السفراء والدبلوماسيين في كافة السفارات ويلتزمون به.
ومن المعروف، حيث جرت العادة ان يقوم اصحاب السعادة السفراء، وخاصة بعد تقديم اوراق اعتمادهم الى جلالة الملك حفظه الله، ان يقوموا بزيارات مجاملة الى أصحاب المعالي الوزراء وذلك بالتنسيق مع إدارة المراسم في وزارة الخارجية.
اما الجهتين اللتين تتجاوزا وزارة الخارجية هما الملحقيات الثقافية والملحقيات العسكرية حيث يمكن التواصل مع وزارة التعليم العالي ووزارة الدفاع / القيادة العامة دون المرور في وزارة الخارجية.
وفي الختام لا بد من توجيه كل التقدير والاحترام الى خير خلف لخير سلف سعادة سفير المملكة العربي السعودية السيد نايف بن بندر السديري، واهلاً بسعادته في بلده الثاني متمنين لسعادته كل التوفيق والنجاح في تعزيز العلاقات بين المملكة العربية السعودية والأردن. وتحية تقدير واحترام الى كافة الزملاء في سفارة المملكة العربية السعودية الشقيقة.