الفارسة الأردنية تقفز عن الصعاب لتحقيق الطموح
هيا سامي الفواعير
08-03-2020 02:14 PM
الثامن من آذار، عطلة وطنية في العديد من دول العالم تكريماَ لإنجازات المرأة وتعزيزاَ لحقوقها، وكانت البداية في الثامن من آذار عام 1909 بمسيرة نسائية من قبل الحزب الاشتراكي الأمريكي من خلال حملة نظمها لأجل منح النساء الحق في الاقتراع، وهو التاريخ الذي تبنته الأمم المتحدة ليكون يوماً عالمياً للمرأة، وبعدها أصبحت الدول تعتمده يوماً للاحتفال بالمرأة.
نحن اليوم في الأردن نحتفل بإنجازات المرأة الأردنية العديدة، ومنها الوصول إلى قبة البرلمان ولعب دور فاعل في صنع القرار وسن التشريعات، كما أثبتت المرأة الأردنية قدرتها على المشاركة في العمل السياسي والنقابي وأخذت مناصب مهمة في الوزارات والحكومات والمؤسسات الحكومية والخاصة، وأثبتت دورها الفاعل داخل الأردن وخارجه.
ويعود دور المرأة في بناء الأردن منذ بداياته، وبدأ هذا الدور بالتصاعد مع بداية الخمسينات، وبدأت بالمطالبة بمنحها الحق في الانتخاب والترشح للمجالس البلدية والنيابية، وتمكنت أن تفرض نفسها بقوة في ذلك الوقت إلى أن أصبحت شريكة في التنمية بمختلف أشكالها.
فاستمرت إنجازات المرأة بدعم من القيادة الهاشمية في عهد الحسين الراحل لتصبح عضواَ فاعلاَ في السلطة التشريعية من خلال ترشحها لمجلس النواب، وتمكنت من الوقوف إلى جانب الرجل في السلطة التنفيذية حيث تم تعيين إنعام المفتي كأول وزيرة للتنمية الاجتماعية عام 1979.
ومع استلام جلالة الملك عبد الله الثاني مقاليد الحكم، تفوقت المرأة الأردنية في المجالات المختلفة، فقد حصلت على العديد من المناصب المحلية والدولية، وشقت طريقها في التعليم وكانت من أوائل النساء العربيات في الحصول على الشهادات العليا من جامعات محلية وعالمية، كما تفوقت في التحليق في سماء المملكة فكانت أول كابتن طيار في الوطن العربي، وكانت القاضي والخبير الاقتصادي والسياسي بالإضافة إلى تفوقها في الصحافة والإعلام ودورها الفاعل في القطاع المالي والمصرفي.
وفي عهد جلالته كان للمرأة الأردنية حضور بلجنة الحوار الوطني التي رسمت خارطة طريق للقوانين الإصلاحية والناظمة للحياة الديموقراطية، كما كان لها مشاركة فاعلة باللجان الملكية المتعلقة بالنزاهة ومكافحة الفساد والموارد البشرية وحقوق الإنسان.
وكان انخراط الشابات في العمل مقابل الشباب له أثر انعكس على المجتمع المحلي ولم تعد الحركة النسوية لم تعمل بمعزل عن المجتمع، بل أصبحت تعمل بشراكة حقيقية مع مجتمعها بهدف الوصول بالمرأة الأردنية إلى حقوقها، وإثبات قدرتها أمام التحديات التي تواجهها، والأهم أن المجتمع بات يدعم وصول المرأة إلى مراتب عليا في مختلف المجالات، وهو ما يمكن ملاحظته اليوم إذا ما نظرنا إلى القضاء أو السلطة التشريعية والسلطة التنفيذية.
في هذا اليوم علينا أن نقدم التقدير والعرفان لكل امرأة معطاءة في هذا العالم، وكل امرأة عربية، وأتمنى للمرأة الأردنية أن تواصل المزيد من التقدم والنجاح وتجتاز التحديات التي ما زالت تواجهها في مسيرتها.