في يوم المرأة العالمي .. للمرأة الأردنية ألف تحية
فيصل تايه
08-03-2020 01:02 PM
يصادف يوم الثامن من آذار من كل عام الاحتفال بيوم المرأة العالمي ، اذ أصبح ذلك تقليداً سنوياً بدأ منذ أكثر من مائة عام ، عندما خرجت عام ١٨٥٧ جموع من النسوة في نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية بمسيرات احتجاجية يطالبن فيها بتحديد ساعات العمل ، وعدم استغلالهن على حساب وقتهن وجهدهن ، ومنذ ذلك التاريخ أصبحت المرأة والعمل يحظيان باهتمام جميع المنظمات والهيئات الإنسانية والأممية ، حيث أصبح الاهتمام بالمرأة وتمكينها السياسي والاقتصادي والاجتماعي والاعتراف بمكانتها ومساهمتها الفاعلة في الحياة العامة ، وإيجاد عدالة اجتماعية متوازنة بين أفراد المجتمع مطلبا إنسانيا وضرورة ملحة لتحقيق أفضل المكتسبات التي تمنحها حقوقها وديمومة عطائها .
وفي هذه المناسبة ، دعونا نرفع بطاقة تقدير وإكبار لكل النشميات الأردنيات في مختلف مواقعهن ، في المدن والقرى والبوادي والمخيمات ، نحيي فيهن عزمهن وإصرارهن على العمل والمطالبة بنيل حقوقهن كاملة ، دينياً ودستورياً وقانونياً ، فقد بلغت النشمية الأردنية مراكز متقدمة في الدولة الأردنية الحديثة ، وعلى مختلف الأصعدة وشتى الميادين ، وحققت إنجازات ومكاسب كثيرة في العديد من المجالات ، كما وأنها قد أخذت تنطلق إلى آفاق واسعة ورحبة في العمل الدؤوب خدمة لقضايا وطنها وأمتها وباتت تمتلك تاريخا حافلا بالانجازات والإسهامات ، بفضل جهودها المتواصلة لإثبات ذاتها ، فساهمت بالنهوض بالوطن والمواطن والمجتمع بأسره ، فهي من تمتلك الكثير من المقومات القيادية التي تجعلها شريكا فعالا ومؤثرا في المجتمع ، بالإضافة إلى قدرتها المتميزة على تبوؤ أعلى المناصب ، فهي اليوم وزيرة وقاضية وسيدة مال وأعمال ، مع احتفاظها بدورها الطبيعي ومهمتها الأولى في رعاية الأسرة .
كما وتنامى دور المرأة الأردنية واتسعت مشاركتها في مختلف مناحي الحياة ، وما تحقق للمرأة على الصعيد الاقتصادي إلى اليوم يعد مكسباً ونجاحاً لها في إطار البرامج الحكومية التي ساندت طموحاتها ، فقد تمكنت المرأة من ممارسة أنشطتها الاقتصادية وخوض الاستثمار وممارسة الأعمال والأنشطة التجارية حتى أصبحت تنافس أخاها الرجل في العمل التجاري وفي كافة القطاعات الإنتاجية والحيوية التي يقوم عليها الاقتصاد الوطني.
أما على الصعيد السياسي والاجتماعي فقد حققت حضوراً ملموساً وجدياً في مختلف الظروف التي مر بها المجتمع واستطاعت اقتحام أبواب المشاركة الفاعلة للقيام بدورها في عملية التنمية والبناء ، وامتلاكها لمساحات كافية للتعبير عن الرأي والانتقاد البناء الهادف ودخولها في المعترك السياسي والديمقراطي واستطاعت أيضا أن تجد لها مكاناً في المجال الاجتماعي ، فنراها سيدة أعمال وطبيبة ومهندسة وتربوية ومصرفية ...
إن المرأة هي الأكثر ملامسة لهموم المجتمع وهي أيضا القادرة على طرح أفضل الحلول التنظيمية والمناسبة لها.. وهذا الأمر بحاجة إلى وقفة حقيقية خصوصا أن المرأة الأردنية مثقفة ولها تجربة تعليمية طويلة حيث تمكنت من إثبات كفاءتها وجدارتها في المناصب القيادية التي تقلدتها ، رغم التفكير النمطي الذي يتبعه البعض عند ترشيح المرأة إلى منصب قيادي معين فقد تسبب هذا في الحد نوعا ما من تشجيع المرأة على إثبات قدراتها وتميزها .
إن نشمياتنا الأردنيات لا يتحرجن من القبول بأي عمل شريف ، بل إن سعيهن وباستمرار إلى الإبداع في أيه مهمة تناط بهن مهما كانت معقدة ، وهذا الأمر لا يقتصر على المرأة العاملة فقط ، بل يمتد إلى ربة البيت التي تتجه إلى إتباع أساليب مختلفة لتطور ذاتها وفي مختلف جوانب حياتها ، لتكون عنصرا فاعلا في مجتمعنا ، مكملةً لنسيجنا الاجتماعي المتآلف بشكل يمكنها من أداء رسالتها في الحياة ، باذله كل جهد لتكون بعيدة عن العنف والاضطهاد الذي يأسر أغلب المجتمعات النسائية وخاصة العربية منها ، بل وتسعى إلى تثقيف نفسها بقدر الإمكان لتكتسب مهارات التعامل المميز مع الآخرين بكل جرأة وموضوعية وبأسلوب حضاري لتثبت للجميع أن المرأة الأردنية راقية ، مبدعة على الأصعدة كافة .
كذلك يجب أن نثمن دور اتحاد المرأة الأردنية والأخوات الناشطات اللواتي يعملن بكل همة ومسؤولية لرفعة شأن المرأة الأردنية على مختلف الأصعدة وعلى كافة المحافل الميادين المحلية والدولية .
واخيراً نتقدم بالتهنئة مرة اخرى كل نشمية أردنية بهذه المناسبة لانها مبعث فخرنا .. وهي نصف المجتمع فكيف وهي تلد النصف الآخر منه .. فهي فعلا كل المجتمع..