اعتماد 5 مستشفيات للعزل الصحي .. هل هذا إجراء سليم ؟
أ. د. مجلي محيلان
08-03-2020 12:59 PM
مرّ الأردن عبر عصوره المتعددة بأزمات صحية كالجدري والكوليرا، لكنه تجاوزها بفضل الله وبإصرار الأردنيين على الحياة, واستعدادهم للأسوأ؛ وخرج أهلوه كدأبهم في تجاوز المِحَن أكثر مناعة ووعيا بما يحفظ مسيرتهم طيّبة معافاة من كل سقَم.
والآن، يقترب مرض الكورونا من الأردن عبر نوافذ شتى: فلسطين، العراق، السعودية، مصر, أما الوضع في سوريا فمجهول المعالم, بالإضافة إلى ميناء العقبة, والمطارات الجوية.
ومن أهم سياسات التعامل مع هذا المرض (وأي مرض وبائي) اتخاذ إستراتيجية العزل كإجراء احترازيّ أوليّ، ويُعرّف العزل على أنه الانفصال أو الحجز الطوعي أو الإجباري لمن يُعرَف أو يُشتبه بإصابتهم بعامل الأمراض المعدية، (سواء أكانوا مرضى أم لا) لمنع حدوث عدوى جديدة, وفي هذا الشكل من أشكال العزل، يتمّ فرض تدابير وقائية تمنع انتقال العدوى .
وحديثا تناقلت وسائل الإعلام خبر اعتماد (5 أو 6) مستشفيات للعزل الصحي لمرضى الكورونا، وهي :
• البشير .
• الجامعة الأردنية .
• الملك عبد الله المؤسس .
• الزرقاء الحكومي الجديد .
• الكرك الحكومي والأمير هاشم العسكري .
قد يكون القاسم المشترك بين هذه المؤسسات التي اعتُمدت للعزل أنها :
• الأكثر ازدحاما بالمرضى في الأردن .
• الأكثر ازدحاما بطلبة الكليات الصحية: كالطب، وطب الأسنان، والتمريض، والصيدلة، والتأهيل في الأردن .
• الأكثر إحاطة بالتجمعات السكانية والطلابية في الأردن .
وعليه فان هذه المستشفيات قد لا تكون المكان المثالي للعزل.
إذًا فما الحل ؟؟؟
فيما يلي بعض المقترحات:
• اعتبار هذا التحدي مسألة أمن وطني .
• إعطاء هذا التحدي الأولوية المالية والإدارية .
• تشكيل لجنة عليا تنفيذية محدودة العدد ودائمة الانعقاد من أعلى إدارات الدولة، وممثل منظمة الصحة العالمية
في الأردن، وثلاث خبراء, بحيث لا يزيد عدد أعضاء اللجنة على (7) أعضاء, تكون مهمتها إدارة جميع جوانب الأزمة واتخاذ القرارات بالأغلبية.
• تخصيص مستشفى مركزي واحد مبدئيا وبشكل كامل وفوري وحسب مواصفات عالمية، وإلحاق كافة الخبرات المتخصصة به ليتم عزل وعلاج الحالات المحولة له من كافة أنحاء المملكة.
• تخصيص سيارة إسعاف ومروحية وحسب مواصفات عالمية؛ لنقل المرضى إلى هذا المركز .
• إلزام كل مستشفى عام وخاص بتخصيص (3 إلى 6) أسرّة وحسب حجمه, للتعامل مع الحالات الطارئة لديه لحين نقلها للمستشفى المركزي .
وأختم بخيرالكلام :
{وأيّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِي الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ* فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ} صدق الله العظيم .