الجميع في دائرة الاستهداف والتصدي
مجيد عصفور
08-03-2020 01:19 AM
كيف ظهر فيروس كورونا ولماذا لا أحد يعرف، وسواء كان ذلك الظهور المفاجئ طبيعياً أم من صنع مختبرات دوائر مخابرات الغرب المتوحش لضرب اقتصاد الصين كما يعتقد كثير من الناس بالنظر إلى ما سبق من مناكفات معروفة ومعلنة بين بعض الدول وبين الصين لكبح اجتياح الصناعة الصينية لأسواق العالم، بشكل عام وبالنظر للسيرة غير النظيفة للدوائر الاستخبارية الغربية إلا أن كل هذه الظنون والمعتقدات لا يجب أن تشغلنا عن سبل درء الخطر الداهم لهذا الوباء سريع الانتشار الى درجة فقدان السيطرة والعجز حتى الان عن ايجاد دواء يشفي المصابين منه.
الإجماع الذي لا خلاف عليه في مواجهة الفيروس اللعين يتمثل حالياً بضرورة تكثيف الاهتمام بالنظافة الشخصية للناس والتعامل بإيجابية وجدية مع نصائح الأطباء وأهل الاختصاص في هذا المجال والتخلي عن السلبية واللامبالاة.
ولأن لكل مجتمع تقاليده وعاداته فإن الواجب يدعونا أن ننظر إلى أنفسنا ونقيّم ما إذا كانت هذه العادات والتقاليد تساعد على انتشار المرض أم لا، فنحن ادرى بانفسنا وعاداتنا التي صار بعضها عبئا علينا قبل قصة «الكورونا»، ومن هذه الأثقال التي يفترض أن نتخفف منها غير عادة التقبيل، عادة الولائم في مناسبات الأفراح والأتراح وعادة شرب القهوة من نفس الفنجان، وعادة تناول المنسف باليد، وفت اللحم تكريماً وتوجيباً للمجاور على نفس السدر، كنا نشكو من هذه العادات لما ترتبه علينا من عبء مادي ونطالب بالغائها وقد بادرت عشائر وعائلا? كثيرة لاختصارها للحد الأدنى، والآن أضيف سبب أقوى من العبء المادي لإقناع الذين لم يقتنعوا بعد بضرورة الاختصار أو حتى الإلغاء.
وحتى لا يبدو الكلام لغاية الوعظ فقط على كل واحد منا المبادرة لتغيير السلوك الشخصي فلا داعي للتقبيل والمصافحة عند تقديم العزاء لذوي المتوفى ولا لاقامة الولائم او تلبية الدعوات في المناسبات العامة منعا لتعريض الآخرين لضغط احتمال الإصابة بسبب مجاملة لا لزوم لها ولا تزيد أو تنقص من إبداء التعاطف أو إظهار المحبة.
أما فيما يتعلق بالذين يقدمون الخدمة للجمهور في المطاعم والمقاهي ومراكز البيع وغيرها فإن واجب الإدارات في هذه الأماكن التأكد من مواظبة العاملين لديهم على غسل أيديهم وغسل الأواني والأدوات باستمرار.
إن رفع درجة الوعي في التعامل مع الفيروس الغامض جزء هام ورئيس للحد من انتشاره في ظل شح المعلومات عنه حتى اللحظة وهذه مسؤولية لا تقع على عاتق الدولة وحدها بل على الجميع، لأن الحالة في أحد معانيها شخصية وكل إنسان هو في دائرة الاستهداف، ما يوجب الاخذ بوسائل الدفاعات المتاحة وهي سهلة وفعالة إلى أن يأتي فَرَجُ الله باكتشاف دواء يخلصنا ويخلص البشرية من هذا الابتلاء.
(الرأي)