اعتز أنني صحفية أردنية، خدمت وطني وكل من قصدني على الوجه الذي يرضي ضميري، وأخلاقي المهنية، فنلت لقاء وصلي الليل بالنهار، واعتمادي الميدان نقطة البداية والمنتهى لقصتي الصحفية، 6 جوائز عربية ومحلية.
ودخلت عالم التدريب من أوسع ابوابه عبر تخرجي من مؤسسات اعلامية عالمية، اعادت لي صياغة الحرف المهني، فدربت في الكويت والبحرين وقطر وسلطنة عمان، إضافة لبلدي الحبيب، الاردن، في مؤسستي الصحفية العريقة" بترا"، التي انتمي اليها واعتز بها، نلت ثقة الزملاء والزميلات في مجلس نقابة الصحفيين، وكرموني بثقة لا انساها، حين عينت الناطق الاعلامي في نقابة الصحفيين الاردنيين، فكانت تجربة ولا اروع، حاولت قدر الامكان خدمة كل من طلبني للمساندة او السؤال، وولجت عالم التلفزيون عبر قناة عراقية، قدمت من خلالها على مدار قرابة السنة برنامجا يوميا على الهواء مباشرة، يتناول حديث الصحافة اليومي.
في يوم المرأة العالمي اعتز انني قدمت، لـ(بترا) مئات التقارير والتحقيقات والمتابعات والقصص الاخبارية، واعتز انني كاتبة المقال الجاد الذي يتناول الهم الاردني والقومي والعروبي، اعتز أنني خدمت عشرات العائلات والافراد وكنت بمشيئة الله اولا واخيرا النور الذي اضاء عتمة ليلهم، ولا أذكر ذلك منة، لا سمح الله، بل اعتزازا، انك صنعت فرقا في حياة الناس، كل ذلك قبل (السوشيال ميديا)، اي قبل التباهي كما يفعل البعض بعمل الخير لأجل كسب المتابعين والاعجابات، وبعد (السوشيال ميديا) وفي اثنائها، لا زلت على عهدي بخدمة كل من يقصدني لطرح قضية عامة...
في يوم المرأة العالمي يحق لي أن أكون رئيسة تحرير صفحتي ليوم واحد فقط، فتقديري لذاتي، ليس عيبا، بل انها الثقة التي صنعت مني صحفية قبضت على جمر الألم، لتداوي جراح من احزنتها أكثر آلامهم، هي الثقة التي قادتني لخدمة مهنة المتاعب، التي اتعبتني، وما تعبت، هي الثقة التي جعلت مني صاحبة خبرة، انتقيت، لاكون مستشارة إعلام واتصال في أهم المراكز في الخليج العربي..
أنا رئيسة تحرير ذاتي، فعندما تحررت، وانا دائما حرة، اعتقت نفسي منذ البداية من الانصياع او الانقياد او "تمسيح الجوخ"، فكنت الحرة بنت الحرة، التي لم تحسب على أحد، ولم تترجَ أحد، ولم تساوم على شيء، ولم تقبض رشاوى الكذب، حين حاولن او حاولوا كيدا وظلما وعدوانا وحسدا وغيرة النيل من تاريخ لا تشوبه شائبة..
رئيسة تحرير ذاتي، لان مناصب الكون كلها، لن تحررك، طالما ارتضيت ان تكون (ذيلا) لاحدهم، أو بوقا لاحدهم، أو كاتبا (عند الطلب)، أو تابعا لاحد، فالعمل في الوظيفة الحكومية ايضا به حرية، حين تعلم ما لك وما عليك، وتقدم روحك على طبق من ضمير ورضا..
أعتز انني رئيسة تحرير ذاتي، حين قبضت على جمر الغربة لسنين ثلاث، ابتعدت إبانها عن فلذات أكبادي، عشقا بهم، وخوفا عليهم، وتأمينا لحدود دنيا من حياة ومتطلبات، فصاحبت الوحدة والحزن، وكنت اجلجل الضحكة، ساخرة من أي دمع..
أعتز انني صحفية، وأم، وكاتبة، وربة بيت، وزوجة، وأخت، ومناضلة على ثغور الحرف والموقف، مشاكسة، جانحة للنكتة عبر صفحتي في الفيسبوك، لاضع نكهة فرح على خريطة الحزن، لعلي بذلك، اتفوق على ما يلف هذا الكون من ألم، ومرض، وفقر، وفساد وعوز، وخيانات، و(قلة وفا) لعلي، اكسر قاعدة، بوتقة الشخصية التي تصبغ حياتها بلون واحد، فتمل، وتمل..
صحفية انا بألوان قوس قزح، ألون الوجع، ليغدو اكثر احتمالا..
رئيسة تحرير ذاتي أنا
وكل تحرير وانتن ابهى