كيف تمنحين صغيرك فوائد القيلولة؟
07-03-2020 07:46 PM
عمون - تترقب الأمهات وقت قيلولة الأطفال خلال اليوم ليتمكن الطفل من إعادة شحن طاقته، وفرصة لهن للفوز بقسط من الراحة، وإنجاز بعض الأعمال المنزلية وأي شيء آخر يصعب القيام به في حضور الأطفال.
ولكن الأمر ليس بهذه البساطة، إذ تختلف طبيعة ذلك من طفل لآخر، حيث إنها سلوك معقد يتكون من مزيج من البيولوجيا الفردية التي تتضمن التطور العصبي والهرموني للطفل، وطبيعة الأسرة.
لماذا يحتاج الأطفال للقيلولة؟
قيلولة الأطفال هي ضرورة بيولوجية، حيث يعتقد الباحثون أن الأطفال يحتاجون للقيلولة خلال اليوم لما يسمى "ضغط النوم"، الذي يتراكم بسرعة في أدمغتهم طوال ساعات استيقاظهم، حتى تصبح ساعات القيلولة ضرورة بيولوجية، وذلك بسبب النشاط المكثف الذي تبذله أدمغة الصغار وحركتهم طوال اليوم، ولذلك يصبحون أقل تحملا لفترات الاستيقاظ الطويلة.
فوائد القيلولة
تعزيز النمو: إن ساعات النوم خلال اليوم -ليلا أو نهارا- لها النصيب الأكبر في تعزيز النمو البدني والعقلي للأطفال، كما يسبب انقطاعها حدوث نوبات غضب بشكل أكثر لدى الأطفال الذين يعانون من تشتت الانتباه وضعف التركيز.
نوم ليلي هادئ: يعتقد بعض الآباء أنه كلما كان الطفل مرهقا أثناء النهار، يسهل نومه خلال الليل، ولكن هذا الاعتقاد خاطئ؛ حيث يسبب إرهاقا شديدا للطفل الشديد خلال اليوم، وصعوبة في النوم ليلا.
تقوية الذاكرة: أثبتت الدراسات أن القيلولة تساعد الأطفال على تذكر الأحداث بشكل أفضل، وذلك بعد القيلولة وخلال 24 ساعة بعدها، بينما الأطفال الذين لم يحصلوا على القيلولة أظهروا ضعفا شديدا في الذاكرة، وهذا مؤشر قوي على أن القيلولة مصدر مهم لتعزيز الذاكرة وتنمية القدرات العقلية في الأطفال في سن ما قبل المدرسة، حسب المركز الوطني الأميركي لمعلومات التكنولوجيا الحيوية.
تخفيف التوتر: كشفت دراسة لجامعة كولورادو في بولدر عن أن هرمون الكورتيزول، الذي تفرزه الغدة الكظرية ويسهم في تنظيم أداء معظم أجهزة الجسم، يصل إلى أعلى مستويات إفرازه عند الاستيقاظ، وتقل إفرازاته تدريجيا حتى المساء، بينما يفرز في أعلى مستوياته مجددا في جسم الأطفال بعد قيلولة الظهيرة، إذ يساعد على تخفيف توتر الطفل، ويجعله أكثر تكيفا وتحملا للضغوط خلال اليوم.
حماية من السمنة: للقيلولة تأثير إيجابي على صحة الأطفال وعادات أكلهم، حيث إن الطفل يميل لتناول الطعام بشكل أكبر عندما يكون مرهقا، بجانب ضعف طاقته للقيام بأي أنشطة أخرى، عندما لا يحصل على نوم كاف وهو ما سيؤثر على وزنه وصحته العامة.
القيلولة وتقدم السن
ينام الأطفال حديثو الولادة والرضع فترات قصيرة خلال اليوم، وكلما تقدموا في العمر تنتظم ساعات نومهم ليلا ونهارا.
وعندما يتم الطفل عامه الأول تندمج ساعات القيلولة المتقطعة خلال اليوم، لتصبح واحدة فقط، والتي يحصل عليها غالبا في وقت الظهيرة، ويفضل أن تكون في وقت العصر، كما تنصح جودي مينديل، أستاذة علم النفس ومؤلفة كتاب "النوم طوال الليل"؛ حيث تقول "لا تترك طفلك ينام بعد الساعة الثالثة أو الرابعة، ويجب تركه على الأقل أربع ساعات بين انتهاء القيلولة ووقت النوم ليلا".
وبتقدم عمر الأطفال واقترابهم من سن المدرسة، يرفض الأطفال غالبا أخذ قيلولة، وربما يختلف الأمر حسب كل طفل، وهو ما يسبب بعض المشاكل للبرنامج اليومي للأهل، خاصة عندما يتغير سلوك الطفل فتزداد نوبات غضبه ويشعر بالإرهاق، وهو ما يدل على أنه غير مؤهل بعد للاستغناء عن قيلولة منتصف اليوم.
في سن الخامسة يتخلى 80% من الأطفال عن أخذ القيلولة حسب جوديث أوينز، وهي طبيبة أطفال ومديرة طب النوم في المركز الطبي الوطني للأطفال في واشنطن.
مساعدة الطفل
رغم اختلاف العوامل المؤثرة على القيلولة لدى كل طفل وحسب طبيعته البيولوجية، فإن هناك مجموعة من العوامل التي من شأنها مساعدة الطفل في الحصول على القيلولة.
روتين يومي
الأطفال بشكل عام أكثر تكيفا مع النمط اليومي، لا سيما إن كانت القيلولة اليومية في نفس المكان والوقت، ولا بأس من استثناء بعض الأيام أو المناسبات، أو تكرار بعض العادات التي ترتبط بالنوم، مثل رواية قصة قصيرة، أو فرك شعره أو ظهره بشكل هادئ، أو سماع نغمة أو موسيقى هادئة قبل النوم، يساعد تكرار هذه العادات على إرسال إشارات لمخ الطفل بأنه حان وقت الراحة فيخلد إلى النوم بشكل أكثر سلاسة.
الوقت المناسب
تقيد بعض الأمهات أوقات قيلولة الطفل حسب جدولها، ولكن يمكن جعل الأمر أكثر سلاسة بالاستجابة للطفل عند ظهور علامات الإرهاق أو التثاؤب وفرك العينين، ويمكن وضعه للنوم في مكان هادئ ومظلم.
أنشطة مكثفة
يساعد انشغال الطفل بالأنشطة واللعب المكثف خلال ساعات الصباح الأولى في خلوده للقيلولة بشكل أسرع وقت الظهيرة، خاصة عندما يكون طفلك نشيطا أو كثير الحركة ومقاوما للقيلولة.
الاسترخاء بديل القيلولة
يمكن استبدال القيلولة بقضاء وقت هادئ من دون أنشطة مكثفة، والاكتفاء برواية قصة أو التلوين أو أي نشاط هادئ لاسترخاء الطفل، وقد يؤدي إلى خلوده للنوم تدريجيا.(وكالات)