آخ عالكورونا والاستعداد الوطني
د. عدنان سعد الزعبي
06-03-2020 02:22 PM
نقر تماما الجهود والتصرفات والسلوكيات الوطنية في مواجهة فيروس الكورونا , ومدى وعي المواطن في التعامل السليم مع التعليمات والنصائح والارشادات.
الواضح ان الاستعداد الوطني وحيطة الاجهزة المختلفة وخاصة الصحية وتعاون المواطن الكامل هو الذي حال دون انتشار الفيروس واصابة المواطنين كما يحصل ببلدان العالم, فالنظافة العامة في ثقافة المواطن وجهود البلديات والامانة وتقيد المواطن في تعليمات وارشادات الصحة وتسابق البلديات في توعية جماهيرها في المدن والقرى في المملكة كما هو في مدينة الرمثا. ومراقبة المراكز الحدودية والموانيء ومتابعة المصابين وسرعة اجراءات العلاج وانتشار سبل الوقاية كان له اثرا واضحا في محاصرة المرض والحيلولة دون انتشاره او اصابة اي شخص, فالاساس ان الجرثومة موجودة وان االمصابين، بها كانوا مختلطين منذ فترة وعلى الاقل مع اهل البيت والاصدقاء والمتعاملين , وهذا وحده كفيل بايجاد حالات متعددة واصابات قد تفاقم من حجم الازمة.
مجرد عدم انتشار الجرثومة يؤكد سلوكيات المواطن الصحية وعدم توفير المناخات الملائمة للفيروس للانتشار او العيش .وان تكثيف الاعلام ووجود هذه الفزعات لوسائل الاعلام افادت اكثر ما اضرت في رفع مستوى الاهتمام عند الناس والاستعداد لمواجهته وبنفس الوقت مكافحته خاصة وان لدى المواطن الاردني الاستعداد الطبيعي نحو السلوكيات الايجابية في مواجهة الاخطار.خاصة وأن الفيروس مشهور بسرعة الانتشار والتكاثر وسط البيئات المناسبة , وهذا ما لا يجده هذا الفيروس في الاردن .
ان الاشاعات التي ما زال البعض يطلقها , لا تحتاج اكثر من التفكير المنطقي لينكشف زورها بغض النظر عن سرعة الاجهزة المعنية بالرد والتكذيب , لكننا نتطلع جميعا الى صدق المعلومة والوصف الدقيق الدائم للواقع. لان هذا الصدق يؤشر على ثقة المؤسسات بالمواطن . فالاطلالة الاعلامية اليومية من وزيري الصحة والاعلام لتوعية الناس بالواقع والمستجد له دلالات بعيده من اهمها صراحة الحكومة وحرصها على وضع المواطن بالصورة اولا باول .
فيروس الكورونا كشف حقيقة ما هو استعداد العالم الصحي وما هو مستواه وكشف ايضا ما هي الاوضاع الصحية في دول العالم وما هي عاداتهم وتربيتهم الصحية , رغم سوء الفيروس وسرعة انتشاره .
ما علينا الا ان ننظر الى مسيرة هذا الفيروس في الدول لنحكم علية . ولا اضن ان منظمة الصحة العالمية بخافية عن ذلك ، وسوف تعتبر التجربة الاردنية نموذجا ايجابيا في التعامل مع الاخطار الصحية .
لكن المهم ليس اجراءات وزارة الصحة ومراقبتها ومتابعتها الحالات , بل في سلوك المواطن واستجابته للارشادات وتصرفاته السليمة , فقصة المدنية على مر العصور ومقاييسها الحقيقية هي سرعة التأقلم فكرا وسلوكا معتصرفات مواجهة الاخطار .