facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




بصمة "ملكية" واضحة


شحاده أبو بقر
06-03-2020 02:20 PM

لم يعد خافيا على من يتابع النشاط الدبلوماسي الأردني الجديد إقليميا وحتى عالميا , أن المملكة شرعت في إنتهاج إستراتيجية هادئة متدرجة وغيرإنفعالية , في " تصميم " علاقاتها العربية والدولية , وفقا لثابت رئيس ووحيد مضمونه أن المصالح العليا للدولة , تتقدم على أية إعتبارات غيرها .

يتضح هذا من خلال الزيارات والإستقبالات وحتى التعامل مع السفارات العاملة في المملكة , وكأنما يقول " العقل السياسي المرجعي " ودونما تصريح أو حتى تلميح , نحن لا نخاصم أحدا, وحلفنا الإستراتيجي هو بالضرورة مع من يخدم مصالحنا ولا يتناقض معنا , والأهم , نحن لسنا في جيب أحد أيا كان ,عربيا أو أجنبيا .

ذلك نهج سياسي سليم تماما , وهو بالضرورة " ثمرة " مراجعة معمقة لما شهده عالمنا العربي والإقليم عموما , من تطورات وأحداث جسام خلال العقد الأخير الذي إرتهنت فيه مواقف الدول لإفرازات ما يسمى بربيع العرب من جهة , ولما تسمى صفقة القرن من جهة ثانية .

وعليه , فالأردن اليوم يخرج طوعا ودونما جلبة , من دوامة تحالفات عدة على طريقة " من يخطو نحوي خطوة ساخطو نحوه مثلها لا أكثر , ومن لا يفعل فلن أفعل " .

شخصيا , أجزم أن هذه سياسة خارجية حكيمة ناجعة ومثمرة قطعا ولو بعد حين , لا بل ففيها الطريق الصحيح نحو تكريس الدور المحوري التاريخي للمملكة إقليميا ودوليا أيضا , فعالم اليوم لا " صداقات " فيه , إلا بقدر ما يحقق ذلك مصالح هذا الطرف أو ذاك , وإلا فلا داعي لصداقات لا تؤتي ثمارها , هذا إن لم تكن أصلا بلا فائدة.

ميزة النهج السياسي الأردني الجديد إن جاز الوصف , أنه لا يجافي أحدا, ولا يصطف إلى جانب أحد في مواجة أحد آخر , بل هو يسعى إن أمكن, لعلاقات حسنة مع الجميع ما دام الطرف الآخر يرغب في ذلك , وإن تعذر عليه , فهذا شأنه هو وحده .

سأتطفل وأقول , أنني أشتم رائحة " قرار ملكي عال " على هذا الصعيد , فالبصمة فيه واضحة , وهو قراره يباركه كل مواطن بالضرورة , فنحن نخاصم من يبدأ هو بخصامنا , ونصالح من يتصالح معنا لجهة صون مصالحنا الوطنية العليا , والمصالح العامة لشعبنا , ولا شأن لنا بخصومات غيرنا , وإن إستطعنا , فلا يضيرنا العمل على إنهائها , شرط أن يتوافق ذلك , مع مصالحنا نحن أيضا .

أستحضر ما كنت قلته في مقال سابق قديم نسبيا , وهو أن عالم اليوم كله بلا إستثناء , لا يستجيب إلا لسياسة " العين الحمرا " . الكبار والصغار وما بينهما في عالمنا اليوم , كل يبحث عن مصالحه, وكل يرغب في أن يسود , ولن يكون له ذلك بالطبع , إلا على حساب مصالح الآخرين .

سأكون , شأني شأن سائر الأردنيين ومن كل مشرب , مرتاح البال والضمير , أذا ما إستمر هذا النهج السياسي الخارجي القوي, وبهدوء ودونما صخب . هذا من جهة , وإذا ما رافقه من جهة ثانية , نهج سياسي داخلي مشابه يستند إلى مشروعية مقولة أن من تغطى برداء شعبه , لن يتعب أبدا , وستكون له الغلبة بإذن الله في كل أمر . وللحديث بقية .
والله من وراء قصدي .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :