مسيحيو فلسطين، ماذا يقولون؟
الاب رفعت بدر
06-03-2020 12:25 AM
أصدرت لجنة العدل والسلام التابعة للكنيسة الكاثوليكية في الأرض المقدسة، كتاباً جديداً بعنوان: «هل السلام ممكن؟ الفلسطينيون المسيحيون يتكلمون»، ويتضمن في 160 صفحة عصارة تفكير مسيحية من داخل فلسطين حول القضية المحورية هناك ألا وهي العدل والسلام. وتعتبر اللجنة المؤلفة هيئة تفكير في الأوضاع الراهنة هدفها مساعدة الأساقفة ورجال الدين والرهبان والراهبات والعلمانيين في القضايا المتعلقة بالعدل والسلام في أبرشيات الأرض المقدسة. وتهتم كذلك لتوعية الكنسية الجامعة في ما يتعلق بالقضايا التي تؤثر على الكنيسة في الأرض المقدسة. وتشمل رسالتها مجالين رئيسين:
الأول: رصد الوضع العام في الأرض المقدسة والشرق الأوسط مع إيلاء اهتمام خاص لحقوق الانسان والتركيز على القضايا المرتبطة بالاحتلال والتمييز العنصري وعدم المساواة.
الثاني: التفكير في وضع المسيحيين في الأرض المقدسة مع إيلاء اهتمام خاص للتحديات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وفي المنطقة كلها. ويتم التركيز على العلاقات بين الديانات، مع المسلمين واليهود (كديانة) والأقليات الدينية الأخرى.
يبدأ الكتاب بكلمة من البطريرك الأسبق ميشيل صباح، والذي كان أول بطريرك عربي للمدينة المقدسة (من 1987 الى 2008)، حول الحضور المسيحي الذي لا يعتمد على القوة العددية وإنما على الحضور الفاعل بالرغم من الحياة الصعبة التي يعيشها المسيحي والمسلم معاً. ويتكلم الكتاب عن الهوية المميزة للمسيحيين في الأرض المقدسة، في كل العصور وتعدديتهم التي لا تمنع من أن يكون لهم مجلس واحد لرؤساء الكنائس يقول كلمة في كل المراحل بحلوّها ومرّها.
ثم يخصّص حديثا عن العلاقة بين المسيحيين في الأرض التي قدسها المسيح وكنائس العالم، وعن مسيحيي القدس بشكل خاص، ثم مسيحيي الضفة الغربية، حيث المسيحيون «جزء لا يتجزأ» من المجتمع الفلسطيني يواجهون نفس الصعوبات ولهم الآمال والتوقعات نفسها مثل كل فلسطيني. ويفرز المؤلفون فصلاً خاصاً عن العلاقات بين المسلمين والمسيحيين وهي «علاقات مهمة، والتاريخ مشترك والثقافة واحدة وهم شعب واحد». أما عن مسيحييّ غزة فيقول الكتاب: «عددهم قليل جداً لكن لديهم مؤسسات ومدارس قوية، إلا أن تحدي الحياة اليومية صعب، وكأن كلّ السكان في سجن كبير». ويتحدّث عن الحضور المسيحي في داخل اسرائيل، ولا يقبل بانخراط المسيحي في جيش الاحتلال. وكذلك يتحدث عن الفلسطينيين في الخارج حيث 83% من الفلسطينيين المسيحيين موجودون خارج فلسطين التاريخية وبالأخص في الاميركيتين واستراليا وأوروبا وغيرها.
وأخيراً وقبل إعادة نشر البيانات المتعلقة بلجنة العدل والسلام على مدار السنوات الماضية، يتساءل الكتاب عن دور المسيحيين في المستقبل، فيقول بأنّ مصيرهم مرتبط بمصير كل سكان فلسطين، وهم مدعوون إلى أن يسهموا مع مواطنيهم في بناء مجتمعهم ومستقبلهم معاً، وبالرغم من تعقيدات الحلول النهائية للصراع الفلسطيني الاسرائيلي، إلا أنّ المسيحيين قادرون على ايصال صوتهم وصوت مجتمعهم، عبر ايصال الحاجة الملحة إلى العدل والسلام، وحث الأسرة الدولية على تحمل مسؤولياتها لتحقيق ذلك.
(الرأي)