ربما من حقنا أن نتمنى انقشاع غمة الكورونا قريبا، لنتصور كم هي الآثار الكبيرة التي سيخلفها مرض كورونا، ونحن نشاهد الإنفاق المهول على علاج المرضى المصابين والمشتبه بهم، هذا عدا الإجراءات والاحتياطات الصحية والأمنية، وما صاحبها من تعطيل المدارس والجامعات إلى إلغاء العديد من الاحتفالات السنوية والمهرجانات العالمية، والتي كانت بمثابة مصدر دخل سنوي لميزانيات الدول التي انتشر فيها مرض الكورونا، حيث تقلصت السياحة بشكل واضح في دول لم تعلن إلى الآن عن أي إصابة، بينما حظرت الرحلات السياحية في أخرى صنفت كبؤرة لتفشي المرض.
إن الهلع الذي انتاب العالم بمجرد ظهور مرض الكورونا، ليدعو النفس للتساؤل والاستغراب: كيف لهذا المرض أن ينتشر بتلك السرعة؟ وكأنه يحدث قفزات واسعة من بقعة لأخرى، والأنظمة العالمية والمنظمات الدولية تدعي عجزها عن إيقاف إنتشار المرض. ولم الفزع والرعب وصل إلى تلك الدرجة الغير مسبوقة في المجتمعات البشرية؟ ألم يكن من الأجدى عمل اللازم بكل حكمة ودقة وتخطيط مدروس؟ ونحن نرى الصين وقد كانت منبع بداية المرض، فاتخذت إجراءات غاية في التنظيم والتنسيق، فصار هناك تناقص واضح في أعداد الإصابات والحالات المتوفاة.
لذلك بات على العالم أن ينحى طريق التعقل والروية في مجابهة مرض الكورونا، أو غير معضلة قد تطرا عليه، والدعوة إلى عدم المبالغة والتهويل والذي لا يمكن أن يساعد في القضاء على المرض، بل بالعكس ستزداد الخسائر وستسارع الدول إلى الاسراف في الإجراءات والتي قد يرافقها تجاوزات على حقوق الآخرين، اوتوظيفها من قبل البعض لمصالح سياسية، وتبدو الصورة أوضح في اهتزازات كارثية باقتصاديات دول عديدة، وربما الخروج بأزمات مالية وتجارية لم يسبق لها مثيل، والحل يكمن بتضافر الجهود الدولية، ومساعدة الدول التي تحتاج إلى مساعدة، وتوحيد الجهود نحو لقاح فعال، مع سريان همس في السر والعلن، عن أطراف تنتفع من وراء استمرار بقاء المرض، وتسببها في تمدد مرض الكورونا بالصورة التي نراها اليوم.
عاجلا أم آجلا سيتلاشى المرض بإذن الله، وسيكون على عاتق حكومات العالم، الالتفات إلى النتائج التي تركها ظهور فيروس كورونا، وكما حدث في السابق مع انفلونزا الطيور والخنازير والسارس.