يا سيّدي السّيف، بي شوقٌ إليكَ، وما
أدري، لكثرةِ حُسّادي، متى أصِلُ؟!
حاولتُ، واللهِ، كم حاولتُ، فانْتَشروا
حولي جَراداً.. وقد أعْيَتْنيَ الحِيَلُ!
لقد أَقاموا حدوداً بيننا.. وبَنَوْا
ليُبْعِدونا. سُدوداً.. دُونَها الأَجَلُ!
خافوا من الشِعْرِ.. أنْ يُلقي تحيَتَهُ
عليك.. فانْغَلقَتْ في وجهِهِ السُّبُل
خافوا من «الطّيبِ»، أَنْ يُهْديكَ وَرْدَتُهُ
فَيَفْضَحَ الطّيبُ مَنْ في غَيْرِهِ جُبِلوا!
لا يعرفُ الطّيبُ إلاّ أَهلُهُ، وإذا
ما حلَّ في غَيْرِ أَهلِ الطّيبِ.. يُبْتَذَلُ!
عجيبةٌ هذه الدُّنيا، وأَعْجَبُ ما
فيها: بأن يَتساوى الذِّئبُ، والحَمَلُ!
غريبةٌ هذه الدُّنيا، وأغْرَبُ ما
فيها: بأنّا على «لا شيء» نَقْتَتِلُ!!
(الرأي)