هناك قضايا كثيرة على الحكومة أن تلتفت إليها بعد انقضاء «فقاعة» مرض انفلونزا الكورونا، وهي الآثار الكارثية التي نجمت وستنجم عن تداعياته.
أول هذه الآثار هي حالة الهلع وكثرة التصريحات والأخبار والتوقعات والشائعات التي لفت المشهد العام وصاحبت أنباء المرض منذ اكتشافه في الصين، وثانيها تراجع كبير متوقع في السياحة الداخلية والخارجية والتي ستظهر واضحة في أول إحصاء سيصدر عن دائرة الإحصاءات العامة.
هذه هي هموم إضافية ستحملها الحكومة ويتعين عليها معالجتها، لكن حتى الآن لم تنجح جهودها بالشكل الكافي لتضييق فجوة الثقة فما زالت غالبية المواطنين تمارس التشكيك في التصريحات التي تتغير بحسب تطورات المرض، ولا أستطيع أن ألوم وزير الصحة ولا أي مسؤول حكومي على هذا الخلل، لأن المرض لا زال مجهولاً وتطوراته لا زالت مفاجئة وإنتشاره لا زال سريعاً.
من الآن فصاعداً ستتزايد أخبار الاشتباه في إصابات المرض والسبب هو الهوس، فأن تذهب إلى صيدلية لطلب شراء دواء للرشح كفيل أن يبادلك الصيدلاني بنظرة شك ويبادرك بسؤال غليظ، هل راجعت الدكتور، ويعرض عليك كمامة بسبعة دنانير.
تجربتنا في الأردن أن هذا المرض ليس خطيراً وهو ما أكتشفناه في تعاملنا مع أمراض سبقته مثل إنفلونزا الخنازير والطيور وغيرها، فهناك أكثر من دواء للتعامل معه والشفاء منه ممكن كما حصل مع الحالة الوحيدة التي تم الكشف عنها وقد حملها المريض معه من الخارج.
حرص الحكومة وحرص المواطنين على صحتهم وعائلاتهم مطلوب في كل الأوقات وهو سلوك وثقافة يجب أن تصاحب الناس صباح مساء، ولكن لا دون المبالغة في رد الفعل.
العناية الزائدة والاسـتعداد الكبير لمواجهة المرض زادت عن الحد بالشكل الذي انقلب سلباً، وأصبح الحرص على نشر خبر خلو الأردن من المرض أكثر من الحرص على أساليب علاجه.
بعد هذا كله سنفيق على مفاجأة أن المرض لم يكن خطيراً وهو نوع من الأنفلونزا ليس أكثر، لكن الأخطر هو لملمة الآثار السلبية لتداعياته.
(الرأي)