بينَ الزجاجةِ والزجاجةِ ...
يرسمُ الوالي على سطحِ الهواءِ حكايتيْنْ /
عن فرحةِ القرويِّ،
وهو يُسائلُ الشرطيَّ عن جبلِ الحسيْنْ /
عن رحلةِ الآتي من الوحداتِ،
كي يحظى بإعفاءٍ لزوجتهِ،
ويدعو باليديْنْ /
بينَ الحكايةِ والحكايةِ ...
ينقضي عمرُ الوطنْ /
في المهدِ،
تنهشُ حصبةٌ عاديةٌ جسدَ القرى،
فتدوسُها قدمُ الزمنْ /
لم يتركِ المحروسُ للبسطاءِ مطعوماً،
ولا حتى كفنْ /
بين الزجاجةِ والزجاجةِ ...
يهرعُ المستثمرونَ إلى شوارعنا،
فنغرقُ باللُّجيْنْ /
ويشاركُ الوزراءُ في الجاهاتِ ...
كي تلدَ العروسُ البكرَ في شهرينْ /
من قالَ أنَّ القاتَ يكثرُ في عدنْ /
في مجلسِ الوزراءِ،
يخلدُ عبقريٌّ الإقتصاد ِ لخلوةٍ مفتوحةٍ ...
ليزيدَ أسعارَ اللبنْ /
ويحطمُ الرقمَ القياسي في جسورٍ...
ينتهي تنفيذُها في ليلتيْنْ /
ونظلُّ فوقَ السيلِ في دوّامةٍ رسميةٍ ...
من ساعتينِ لساعتيْنْ /
ويعيثُ فينا سيبويهُ،
بلاغةً وفصاحةً ...
كالشعرِ في شَفةِ الوثنْ /
إني أفتشُ عن حَسنْ /
في كلِّ ما يجري ،،،
ولا شيءٌ حسنْ /
بينَ الدعايةِ والدعايةِ ...
نكتوي في صخرتيْنْ /
ما إنْ رفعنا صخرةً عن صدرِنا ...
حتى هوتْ من فوقنا الأخرى ...
فيا ضعفَ اليدينْ /
منذ البدايةِ ...
كانَ وجهُ الخصمِ في شكلِ الزجاجةِ،
كلما بدأ الدوامُ من الأحدْ /
لا شيءَ يختزلُ الحقيقةَ،
مثلُ من رسمَ الهواءَ خريطةً أخرى ...
و أسماها بلدْ /
أحدٌ أحدْ /
والصخرةُ السوداءُ تسبحُ في سماءٍ من بددْ /
وأنا على شفةِ الزجاجةِ أكتوي بالصبرِ ...
من خوفِ الحسدْ /
مسدٌ مسدْ /
في الليلِ،
في بيتِ العزاءْ /
يتكاثرُ الفقهاءُ والنوابُ والوزراءْ /
ويرددُ البسطاءُ أدعيةَ الفرَجْ /
تحتَ الدرجْ /
ويحاولونَ الابتسامَ لسيدِ التخطيطِ ،،
في عينِ الحرَجْ /
لكنهُ في غفلةٍ منهم خرجْ /
ويظلُّ في ظِلِّ الزجاجةِ سهرتيْنْ /
ويريقُ في أثرِ الفقيدةِ دمعتيْنْ /
لا بأسَ إنْ خُنقَ الصغيرُ أمامَ مدفئةِ الحطبْ /
أنْ تُظهرَ الصحفُ الكبيرةُ حزنهُ الأبويَّ ...
أو وجهَ الغضبْ /
فالأمنُ غايتُنا ،،،
ولا نحتاجُ - من فرْطِ الحمايةِ -
للذهبْ /
والعمرُ يَطوينا ،
كظلِّ القمحِ في وقتِ الحصادْ /
هل هذهِ حقاً بلادْ /
تحيا بلادٌ بينَ نهرَيْها،
وبحرَيْها ...
ونبقى نحنُ في منفى...
بظلِّ زجاجتيْنْ