رجل المرحلة المقبلة .. دولة فيصل الفايز
د. محمد خالد العزام
04-03-2020 03:15 PM
في الوقت الذي تشتد فيه أزمات الوطن، ويزداد الغموض غموضا، وتكثر الاجتهادات ويكثر الرجم بالغيب، نقف على تطلعات هنا، وآمال هناك نلملم فيها أفكارنا، ونجمع معطيات استشرافنا للمستقبل ولو على المدى القريب.
ونحن في الأردن لا تكاد تمر سنة ولا نتحدث فيها عن أزمة اقتصادية أو سياسية أو غير ذلك، وكأنه كتب على هذا الوطن ألا يلتقط أنفاسه، وألا يستريح استراحة المحارب!
أيا كان الأمر، فإن صياغة العمل لتجاوز المراحل وصعوباتها أمر يحتاج إلى رجال يقدرون طبيعة الظروف، ويحتكمون إلى ما تقتضيه طبيعة الأشياء حتى لا يكون التسرع والارتجال حاضرين عند اتخاذ القرار.
تخلد في الذاكرة الأردنية نجوم براقة تلوح في سمائها، ولا يخفت بريقها لحظة واحدة، استحقت وبكل فخر أن نفتخر بها ونجلّها، فهم الرجال المخلصون الذين قدموا خبراتهم وتجاربهم السياسية وصدقوا من أجل الوطن فصاروا على خطا الهاشميين بالتضحية بالغالي والنفيس وفي الذود عن حياض وطنهم وعن إرث عروبتهم.
فمن خلال تتبع عمل الحكومات في الآونة الأخيرة نجد أن أغلبها قائم على جباية الضرائب وترحيل الأزمات ورفع الأسعار وزيادة في المديونية، مما يعني أن تغيير الحكومات لا يعني انقلابا بل استمرارية وتراكما، والتغيير في الأسلوب في آلية اتخاذ القرار لا يصحح المسار، إنما قد يزيد الطين بلة، فهناك من يشرح القرار قبل اتخاذه من خلال عملية التسويق، وهناك من يأخذ القرار الصعب ويشرحه، لذا فإن محاسبة الحكومات على سياساتها مصلحة وطنية، بل قل واجب وطني.
وبقرب رحيل الحكومة التي اتبعت نفس نهج الحكومات السابقة، وأصبحت تتعالى وتنقل أصوات الخبرات في الصالونات السياسية، ومن خلال متابعة صدى أقوال عامة الناس يحسن أن يكون دولة فيصل الفايز رجل المرحلة المقبلة؛ فهو قامة أردنية شامخة بلا حدود، يصنع من العجز قوة، ويخلق من الهمس صخباً، رجل لا يعترف بضعف الموارد ولا بقلة الإمكانات، ومن هنا يكون رجل عمل لا قول، وصاحب إنجاز وخبرة سياسية، منها ما ورثه من تاريخ عائلته المشهود، ومنها ما اكتسبه جهدا واجتهادا.
يحتاج الأردن اليوم إلى رجل كدولته يعي ما يحتاج إليه كل مواطن، وخاصة بعد فشل الحكومات السابقة في التعامل مع الأحداث، ولم تكن برامجها إلا دوافع إحباط دائم للمواطن؛ بل كانت تسعى إلى تأجيج الشارع من خلال التنفيعات الشخصية للأصدقاء والمقربين، رغم توجيهات جلالة الملك المستمرة إلى اتخاذ العدل سبيلا في التعيين، وكسر ظهر الفساد.
فالفايز رجل بحجم وطن وبحجم المرحلة الحالية فهو صاحب وقفة وطنية وابن مدرسة الهاشميين .
حمى الله الأردن ملكاً وشعبا وأدامه واحة أمن وأمان وملاذاً لكل ملهوف في ظل القيادة الهاشمية التي أرادت الأردن دائما قويا، نذود عنه بالغالي والنفيس.