صوت الحق في عيدها الحادي والستين
محمد الطراونة
03-03-2020 12:45 AM
الأول من آذار من كل عام يشكل يوماً مميزاً في مسيرة الإعلام الوطني حيث عيد تأسيس إذاعة المملكة الأردنية الهاشمية، التي صدحت وتصدح بالحق والحقيقة محتفلة بعيدها الحادي والستين متزامنا مع مناسبة وطنية عزيزة وهي ذكرى تعريب قيادة الجيش العربي.
ذلك القرار التاريخي الشجاع الذي اتخذه الراحل الكبير الحسين طيب الله ثراه، كيف لا وعبر اثيرها النقي أعلن الحسين هذا القرار لأبناء الوطن والامه، الإذاعة الام التي بدأت في رام الله عام ١٩٤٨ ولا يزال موقع إرسالها هناك معلما وشاهدا على عمق العلاقة الأردنية الفلسطينية وتجذرها.
لتنتقل، لاحقاً، إلى جبل الحسين عام ١٩٥٦، ثم لتحظى عام ١٩٥٩ برعاية ملكية سامية من لدن الراحل الكبير الحسين طيب الله ثراه الذي أعلن انطلاق إرسالها من موقعها الحالي في أم الحيران، مشكلة انطلاقة فجر إعلامي وطني جديد، ينقل صوت ورسالة الوطن الى كل أنحاء العالم.
لقد حملت الإذاعة منذ تأسيسها الهم الوطني والقومي بكل كفاءة واقتدار ومسؤولية مهنية، فهي صاحبة الخبر الصادق، والكلمة المسؤولة، والأغنية الهادفه، وتحمل رسالة الدولة عبر رسالة الدراما الأردنية التي أخذت حيزاً كبيراً عبر محطات الإذاعة والتلفزيون العربية.
الإذاعة الام تفخر بأنها شكلت مدرسة لتخريج الكفاءات الوطنية المؤهلة التي أثبتت وجودها في مختلف وسائل الإعلام المحلي والعربي والدولي، وصاغت هوية وطنية اردنية وكانت في وقت من الأوقات منتدى سياسياً لكبار رجال الدولة وكتابها وشعرائها وفنانيها.
وبفضل قدرتها وكفاءتها صمدت الإذاعة في زمن التنافس وازدحام الفضاء بمختلف وسائل الإعلام ومازالت المصدر الموثوق للخبر الصادق وما زالت وجهة الباحثين عن الحقيقه والاتزان والبعد عن التهويل لتسهم بفعالية في محاربة كل أشكال التطرف والتعصب والكراهية.
وتعمل جاهدة على تجسيد توجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني في بلورة رؤية متقدمة لتطوير الإعلام والحرص على تعزيز الرسالة الإعلامية لتقوم بدورها الفاعل باقتدار ومسؤولية مهنيه وشفافية، وتنتهج سياسة واضحة لنقل الحقائق، وبثها وما انحازت يوماً إلا للوطن ورسالته، منطلقة من ثوابت الدولة وبعدها العربي والإسلامي وانفتاحها على كل ما هو مفيد عالميا.
أشعر بالفخر والاعتزاز أنني كنت أحد الذين تشرفوا بالخدمة فيها مندوباً ومديراً لاخبارها ثم مديراً لها تلك مرحلة من اجمل مراحل الخدمه فيها عبق التاريخ الذي تحمله الإذاعة الحبيبه بما فيها من عراقة وحميمية ودفء، فكل عام والوطن والقائد والإذاعة الام والعاملين فيها بالف خير.
(الرأي)