"هيه .. هيه .. امريكا رأس الحية "
ايمن خطاب
30-05-2007 03:00 AM
لماذا تصر الحركة الاسلامية دائما على انها مستهدفة ، لتضع نفسها في خانة الطفل المدلل الذي وان اخطأ ، فالركون الى " المسكنة " ضروري من جهة ، وان لم يكن مخطئا ، فذات الركون ضرورة لديها ، تحسبا لانقلابات في مفاهيم ومعتقدات اجتماعية ، ربما تطيح بالتيار ذات انتخابات ، كما حصل في بلدية اربد عام 1992 اذ لم ينجح ضمن تكتل قوامه قرابة 12 مرشحا سوى رئيس الكتلة انذاك .مفاصل كثيرة على الصعيد الوطني للاسف ، تدلل ان التيار الاسلامي باذرعته " الاخوان وحزب الجبهة " تعاطيهم مع الامور فيه خطوة استباقية دوما ، درءا " للنوائب " التي يمكن ان تحل ، والتي بات الشارع العربي عموما والاردني خصوصا ، مرتبكا حيالها في خضم التهافت على خطب وده وكسب تاييده ، فعلى الرغم من " سنيتنا " كطائفة " تشيعنا " لدى احد المفاصل ، وتحديدا ابان العدوان الاسرائيلي على لبنان ، وعدنا الى الاستغفار لدى اعدام " صدام حسين " وبالتالي فما يجري ، مفارقات يبدو ان الحركة – أي الاسلامية – تاخذ بعين الاعتبار خطوات للتعاطي معها ، وغالبا ما تكون خطواتها استباقية غايتها التظلم ، خوفا من انعكاسات احباطات الشارع على التيار .
ذات " نفس جهادي " كنا نعتقد فيه ان " ما اؤخذ بالقوة لا يمكن ان يسترد الا بالقوة " ، خرج علينا من لم يحصل نظيرا له في تاريخ استعادة العهد الديمقراطي ، من حيث حصيلة التصويت التي نالها في انتخابات 1989 ، ليجيب على تساؤل لمواطن ربما " مدزوز من الجماعة؟ " لماذا سعيت الى تسديد فاتورة ابنك التي اقرت كبديل لخدمة العلم واعفاءه منها ؟؟ فكانت الاجابة ان " الجهاد ليس مقصورا على حمل السلاح ، وان اعفي ابني منها لاني ارسلته الى " امريكا " ليتزود بعلم هندسي ويعود الى وطنه مجاهدا بالعلم الذي يوازي حمل السلاح " .
انذاك كان تراب " خو " الصحراوي يختلط مع عرقنا ، في وقت مقتضيات صنع الرجولة تطلبت ان لا يتوافر ماء لازالة ما علق بنا ، ذات يوم تدريبي قاسي !! ولم يملك اباؤنا الذين تمرغت جباههم بذات التراب وغيره ، في فلسطين ، ما يوجهنا نحو الجهاد ، في موقع غير الموقع الذي نحن فيه وابجدياته " الساعة السادسة صباحا ، حاضرنا الوكيل وراح " وغيرها من اناشيد " حماسية " اردنية المنبت والاصل ولا صلة لها " بحماس " الحاضر .
ما جرى ميدانيا ان مرت الاعوام ، ومن سعى للجهاد العلمي تبوأ " رئاسة بلدية " ذات انتخابات ، وفق معطيات " بكفّي انو صاحب دين " وتطورت الامور لديه عقب خروجه خروج المنتصر من البلدية ، وفقا لمبررات سهل امتطائها ، ان يصبح مستثمرا في قطاعات هي الاكثر اجتذابا من النواحي الاستثمارية ، على صعيد الاردن !! اما نحن فما زلنا في ذات المكان منذ العام 1989 ولكن مع تبدل في " نوعية التمرغ وتربته " !! ؟؟
مقبلون اليوم نحن على انتخابات بلدية تسير وفق مهنجية منتقدة ، من مختلف قطاعات المجتمع واطيافه السياسية ، من حيث الاجراءات المتصلة بالتسجيل وتعقيداته، او فرض المناطقية وغيرها ، وفي هذا الشان يتفق الشيوعي الضليع ، مع الشيخ " حمزة منصور ، حيال هذا الامر ، وتحل لجنة لتسجيل الناخبين " لارتكابها اخطاء مقصودة " ونركز مقصودة ، ربما الغاية منها التزوير الانتخابي في الرمثا ، والحل لم يات جراء احتجاج حزبي سواء كان اسلاميا ، او غيره ، وانما لان الوزارة وغرفة عمليات التنقيح فيها كشفت المسالة ، فكان طبيعيا ان يتخذ قرار الحل ويعلن عنه ، لكن هل يشفع هذا الامر الى الاعتقاد بنزاهة الانتخابات ؟؟ حتما لا !! لكن في حال زودنا القدر بما تريده " مغرافة " الجماعة ، فهل الامر طبيعي ؟؟ الجواب نعم وسيخرج علينا المشككون لكيل الثناء للشفافية وعدم الانحياز والديمقراطية التي سارت عليها العملية !! مع تضمين ما بين السطور انتقادات احتياطية للمستقبل القريب ، عمادها " لوكانت الامور وفق كذا لكان الامر افضل " لا سيما واننا مقبلون على انتخابات نيابية !!
الاجواء التي سادت عام 1989 كانت مهيئة لاستفراد الحركة الاسلامية باغلبية نيابية ، لكنها ارتضت لنفسها " الثلث غير المعطل " وفق منظور التعاطي مع الواقع واستقرائه ، بمنهجية تاخذ بعين الاعتبار النتائج وعدم الوصول الى ما وصلت اليه " حماس اليوم " وما نحن بصدده ، يقودنا الى تساؤل اخر مفاده ، ما مبرر لقاءات قيادات الحركة وعلى رأسها امين عام الحز ب زكي بني ارشيد مع قيادات معهد " كارنيجي " الذين يعد معهدهم احد اهم المراكز المتصلة بمؤسسة الحكم في الجوانب البحثية !!
كل ذلك يحصل فيما الرموز الصغيرة في الحركة يقودون الشارع في تظاهرات هتافاتها " امريكا هيه .. هيه .. امريكا راس الحية " ترى اين السم ، وهل هو في الدسم ، ام في البصل ، ومن هي الافعى !