التقبيل والعناق والمصافحة في زمن انتشار الفيروسات
02-03-2020 05:16 PM
عمون - التقبيل هي من العادات المنتشرة في عدد كبير من المجتمعات، وهي وسيلة للتعبير عن العاطفة والاحترام والتحية والصداقة والسلام، لكنها أيضا بإمكانية نقل العدوى، وغالباً ما يجري حظرها في كل مرة تظهر أعراض وباء أو مرض معدي.
في عام 1439، حظر ملك إنجلترا هنري السادس التقبيل لمحاربة الطاعون، والآن تنصح بعض السلطات بالامتناع عن التقبيل، بل وأي شكل من إظهار المودة عبر الاتصال الجسدي، ذلك أن الحد من الاتصال يمكنه أن يساعد الأطباء في محاربة فيروس "كوفيد-19".
يقولون إنه يتعين على الأمريكيين التفكير مرتين قبل العناق وإطلاق "الهاي فايف"، فيما على الفرنسيين والايطاليين إعادة النظر في القبل التقليدية على الخد، كذلك غيرهم من الشعوب الذين يعبرون عن مودتهم بأشكال الاتصال الجسدي.
إلقاء التحية
تفيد صحيفة "جابان تايمز"، أن تطبيق ذلك قد يكون سهلاً في بلدان كاليابان حيث التحية التقليدية هي الانحناء، وحيث الاتصال الجسدي بين الزملاء أو شركاء العمل يجري تجنبه، مشيرة إلى احتمال أن يكون الأوروبيون تبنوا التحية بالانحناء كرد على تراجع شعبية التحية عن طريق الشفاه.
فكرة التخلي عن القبل لاقت قبولاً في بلدان عدة أخيراً. في إيطاليا، حيث تزداد العدوى وتحصد معها الأرواح، كان الناس يستخدمون التقبيل بأطراف أصابعهم في أسبوع ميلان للموضة أخيراً بدلاً من طبع القبل على الخدود كتحية سلام أو وداع، وقد أوقفت بعض الكنائس تقديم القرابين عن طريق اللسان، كذلك أعلنت هيئات الصحة العامة في سنغافورة والهند وروسيا وإيران عن دعوات لتجنب العناق والقبلات والمصافحات وفقاً للصحيفة. وفي ألمانيا، قالت المستشارة الألمانية انجيلا ميركل لحشد من الناس أنها لن تصافح أحدا، وفي الصين أيضاً، قال الرئيس الصيني شي جينبينغ لحشد في بكين إنه من الأفضل عدم المصافحة.
إبقاء مسافة متر
أما منظمة الصحة العالمية فلم تصل بعد إلى حد التوصية بالتوقف عن العناق والقبلات، وإن كانت إرشاداتها تعني أن الفكرة قد لا تكون سيئة. أوصت بتجنب التحية الجسدية على أشخاص تظهر عليهم الأعراض والبقاء على مسافة متر على الأقل. بدوره اًيضاً، نصح رئيس قسم الصحة في مختبرات "باستور" بباريس، لارنود فونتنت، "بتدابير المنطق السليم" مثل السعال في الأكمام، والاعتماد على أوراق للاستخدام مرة واحدة، وغسل اليدين باستمرار.
لكن هناك قلق لدى عدد من العلماء من أن الفيروس على عكس الأمراض التاجية الأخرى مثل "ميرس" و"سارس"، قد لا يسبب أعراضاً واضحة لدى الجميع، مما يمنح عامل المرض ميزة شبحية، ويؤكد عالم الفيروسات في جامعة ماري كوين بلندن، جون اكسفورد، الذي دعى البريطانيين إلى عدم الانخراط في تحيات باللمس، إلى أن يتم حل الأزمة: "هذه الحرب تشمل الجميع، فنحن لسنا بحاجة إلى أكثر من شخص واحد للتخريب على كل شيء".
البعض استخدم أخيرا بديلاً أكثر أماناً مثل "ضرب الأكواع" و"المصافحة بالأقدام"، فلقى تأييداً من أحد المسؤوليين في منظمة الصحة العامة، لكن الخبراء في آداب التصرف "الاتيكيت"، يقولون إنه من الصعب تغيير ممارسات مغروسة فينا، ولابد من أن يعرف الناس أن أي تصرف نقوم به لا يقصد به الإهانة، ربما إلقاء التحية والنظر في العين والابتسام وسيلة تغيير ثقافية في حياتنا بطريقة مؤدبة لا تهين أحداً.(البيان)