الإهتمام بالسعادة في تزايد هذه الأيام بغض النظر عمّا يدور في الأفق من روافع للضغط من حروب وغيرها، لدرجة أن بعض الدول وضعت وزير للسعادة والرفاه؛فجامعة هارفرد تُجري دراسة عن السعادة بشكل مستمر منذ 75 عاماً، وخصّت خريجيها القدامى والذين يعتبرون أنفسهم الأكثر سعادة، وكانت النتائج كما يلي:
1. سرّ السعادة هو إختيارنا للأشياء التي نبدع فيها وتجعلنا أكثر سعادة، وتقوية الصلة والعلاقات البينية مع المقرّبين، والعناية الصحيّة والمالية والعاطفية، والرعاية وفعل الخير.
2. أهم خيار للسعادة هو الإستثمار بالعلاقات البينية للناس المقرّبين كالوالدين والزوجة والزوج والأبناء والأخوة والنسايب والأصدقاء ورفاق العمل، 75% من السعداء أقرّوا بذلك.
3. السعادة تأتي من عمل الخير للآخرين وعمل الأشياء الجيدة للنفس والإهتمام بالوضع الصحي والمالي والعاطفي للشخص، 78% من السعداء أقرّوا بأنهم يمارسون الرياضة ثلاث مرات بالأسبوع و93% كانوا بصحة جيدة و68% كان وضعهم المالي بخير.
4. السعادة ليست بالثروة والرفاه بقدر ما هي بالأسرة والزواج المستقر والعلاقات المتينة بين الناس وبجودتها لا بكميتها.
5. ممكن أن نستخلص من نتائج الدراسة بأن المسؤولين يخطئون في حال إتخاذ قرارات مضاعفة رواتب الموظفين -وإن كان الموظفين يعشقون ذلك- لأن المال لوحده لا يحقق السعادة، والأجدى التركيز على البناء الإجتماعي للأسرة والصحة النفسية والعلاقات البينية بين الناس وغيرها كأولويات لإسعاد الناس.
6. هنالك عوامل أخرى بيئية يمكن إضافتها للسعادة وفق الجغرافيا والتاريخ والمعتقد منها الإيمان والقناعة والرضا والأمن والإستقرار وغيرها، فما يناسب سعادة خريجي هارفرد لا يناسب مواطني منطقة الشرق الأوسط الملتهب!
7. مطلوب أن نُسعد أنفسنا ونعكس ذلك على مَنْ حولنا والمطلوب التركيز على العوامل المؤثّرة في ذلك، فسرّ السعادة داخلي من النفس البشريّة لا من الآخرين.
بصراحة: السعادة بؤرتها نحن وبزيادة إستخدام الذكاء في الأمور الإيجابية، ثم تأتي سعادتنا ممَّن حولنا من المقربين، ثم بالعطاء للغير، والسعادة ليست بالمال أو السلطة لوحدها أبداً لكنها بالإرادة من داخلنا.
مساء السعادة والسُعداء