في رحيل صقر الكورة معاذ بني فارس
عمر الرشدان
01-03-2020 11:56 PM
** تاخرت بالكتابة عنك يا معاذ حتى لملمت وجعي وسرقت لحظات عن تجفيف دمعي
معاذ!....اتسمعني؟......معاذ....انا هنا اصرخ في عتمة الليل.....اتسمعني؟.....سابقى مقعيا على ناصية قبرك كما تفعل الامهات على حاجب البيوت تنتظر الغوالي التي تعرف انهم لن يعودوا.....
رحلت مبكرا.....لمَ لم تخبرنا لنحضّر اعيننا للدموع.......صعدت الى السماء كثيرا وادركت ان هناك بين الغيوم تسكن الراحة فاثرت الرحيل عنا؟.....اجبني
تركت يا ابن فارس طائرتك وصعدت الى الله عندما اشتاقت نفسك للرحيل؟
اجبني.....لن ارحل الا بعدما يهتز قبرك بالجواب.......
من قمرتك قرات فاتحة الرحيل على هذه الفانية لتخلد في جنات الله؟
رحلت موجعا قلوبنا.....رحلت متعبا من كل شيء.....جئت الى الحياة وكتابك المفتوح ما زال على شرفة الانتظار....رثيتنا كلنا قبل ان ترحل.......
هناك اخترت الصحراء كطائر النورس اخر محطة هبوط.....الصحراء الواسعة بسعة طيبتك وعظيم اخلاقك......
خفّت ضجيج محرك طائرتك وانت تتخلى عنها غارزة راسها في الرمل كطائر الفنيق...
موتك............. غرز في خواصرنا سهاما نجلاء..... ادماها
وفي عيوننا انشق صخر الدمع ينسكب حارقا كل اطياف الفرح....
لم يعد لليل ضحكة ننظر اليها فنراك تمر بطائرتك فيصرخ محركها ملقيا السلام علينا
لم يعد للعيد دمعة فرح فقد نضب الدمع كله على فراقك..........
يالله!....كم صعب ان تخلو السماء من الصقور وتصبح جرداء مثل صحراء تهدد فرحنا
حتى الغيوم في رحيلك بكت مطرا كانها تستغيث الله بالرحمه
غصت بالرمل وتركتنا نغوص ببحر الدموع في مساحة كبيرة من اللوعة والحرمان ومسيجة بشوك الصبر والوجع...
غارت عيوننا يا معاذ ونحن ننتظر عودتك....حتى جاءت السماء لتقول " لن يعود"...وصرخنا جميعا ان الفرح ايضا لن يعود....
الى الله نرفع اكفنا متضرعين بلسان يلهج بدعاء قادم من قلب العتمة وفي هزيع الليل الاخير
نقول " رحمك الله يا معاذ....واسكنك مكانا تقت اليه وانت في السماء.
ساغادر قبرك الان وانا مطمئن لصوت شق السكون قال" لحق بهم" ورايت ضوء اخضرا يشق كبد السماء....لملمت دعائي وعدت الى واحة الذكرى والذكريات.
انا لله وانا اليه راجعون