الولايات المتحدة وطالبان واتفاق الدوحة
خولة كامل الكردي
01-03-2020 10:59 PM
إن العلاقات الأمريكية-الافغانية اتسمت بالتوتر في أحيان كثيرة، فالحرب التي أعلنتها الولايات المتحدة ضد حركة طالبان بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، واتهام الولايات المتحدة لطالبان بالتسبب في قتل العديد من الأمريكيين عدا الهجمات التي كانت تشنها حركة طالبان على القوات الأمريكية والدبلوماسيين الأمريكيين وقتل العديد منهم في أفغانستان، ومع إبرام اتفاق الصلح بين طالبان وامريكا، ستطوى صفحة امتلأت بالقتال والعنف سنوات طويلة، راح ضحيتها مئات المدنيين الأفغان، ليدفعوا ثمناً باهظا لصراع من أجل مصالح ومنافع هدفها الأساسي السيطرة على مقتدرات أفغانستان والتحكم بالطرق الهامة التي تربط أفغانستان في دول عدة.
ففي الإتفاق الذي عقد بين الولايات المتحدة الأمريكية و طالبان، بعد مفاوضات توصف بالماراثونية، لنزع فتيل الصراع الضروس بينهما، خضعت الولايات المتحدة وحركة طالبان في نهاية المطاف إلى الجلوس لطاولة الحوار، لتختم بذلك أعوام من الحرب، ذاق فيها الشعب الأفغاني الويلات وكان هو المتضرر الأكبر من وراء هذا الصراع.
إن الولايات المتحدة اضطرت إلى القبول ومحاورة حركة طالبان، فقد خسرت كثيراً ولم يعد بمقدور الولايات المتحدة القتال إلى الأبد كما قال وزير خارجيتها بومبيو، فتلك هي سياسة إدارة ترمب في سعيها إلى عدم اقحام الجيش الأمريكي بأي نزاعات عالمية، وكما وعد الرئيس ترمب ناخبيه، بأنه سيعمل ما في وسعه لإرجاع الجنود الأمريكيين من أفغانستان والعراق، فهل هذا الإتفاق مجرد مكسب انتخابي يحاول ترمب فيه الوصول إلى خطب ود ناخبيه.
من جانب آخر، من الممكن أن تكون هذه الاتفاقية ضمن البطاقات الرابحة لترمب، لإعادة إنتخابه في الانتخابات الرئاسية القادمة، أو من المحتمل أن تكون الخسائر التي تكبدتها الولايات المتحدة من جراء حربها مع حركة طالبان، والتي خسرت فيه العديد من الجنود الأمريكيين والدبلوماسيين أيضا، بالاضافة الى التكلفة العالية من وجود الولايات المتحدة في أفغانستان، فصداع حركة طالبان وهجماتها العنيفة والمتكررة على الجنود الأمريكيين والافغانيين، دفعت الولايات المتحدة إلى قبول التفاوض معها ووضع حد لصراع دام طويلاً...فهل سيكون اتفاق الصلح هذا بداية صفحة جديدة من العلاقات الأمريكية-الطالبانية، ويؤدي إلى دخول حركة طالبان بموجبها غمار العمل السياسي واعتلاء سدة الحكم في أفغانستان، ام أنها سيفتح بابا من النزاع بين طالبان ومعتلي سدة الرئاسة في أفغانستان.