عودة الدواعش واخوانهم!
المحامي عبد اللطيف العواملة
01-03-2020 06:47 PM
مع دنو العمليات العسكرية في سوريا، وقبلها في العراق، من الانتهاء، نستذكر رجوع الافغان العرب الى بلادهم وتداعيات ذلك على الحالة الامنية لتلك الدول وما تلاها من تعقيدات. والى حد ما ايضا نسترجع ذكريات حرب العراق الاولى (مع ايران) وعودة "المتطوعين"، مع اختلاف الايدولوجيات بين المجموعتين.
من المؤكد ان الاجهزة الامنية، قد اعدت الخطط الامنية اللازمة للتعامل مع عودة مئات او قد يكون الاف من الاردنيين الذين انخرطوا في داعش وما شابهها من مجموعات بعد انتهاء وجودهم في سوريا والعراق او حتى ليبيا وغيرها من مناطق التوتر (وبعضهم قد عاد فعلا). نثق في الخبرة والقدرة العالية للقادة الامنيين في التعامل الصحيح مع الوضع وتداعياته بشكل مخطط وسلس لا يحدث بلبلة في المجمتع ولا يؤرق امنه. ولكن السؤال هو ما الذي اعدته مؤسسات الدولة الاخرى للتعامل مع الحدث والحد من اثاره السلبية المحتملة؟
في العقود الاخيرة قمنا بتعطيل الفكر المنفتح واصبح الخطاب الاسلامي اليومي، للمسلمين وغير المسلمين، غير فاعل. نكرر دوماً انه بخلاف الديانات الاخرى فان الاسلام ليس فيه رجال دين بل علماء، ولكن كيف وظفنا ذلك؟ واقعنا الدعوي والارشادي والتربوي والاعلامي لا زال يعيش في الماضي . لا زلنا نردد ان التطرف دخيل علينا و ليس من اخلاقنا او قيمنا في شيء. و لكن المتمعن في خطابنا اليومي لا يرى غير عناوين و عبارات متكررة ليس لها على ارض الواقع مصداقية حقيقية .
نحن لا نخاطب شبابنا بعقلانية و لا بواقعية تكسب ثقته و احترامه . لم نجتهد حتى نعرف كيف نطبق مبادىء الدين الحنيف و قيمه في زمننا هذا حتى اصبحنا خارج العصر. لا نقدر على مخاطبة الداخل او الخارج الا بلغة خشبية عمادها التاريخ وحده من غير القدرة على تفعيل ذلك بشكل حضاري معاصر.
علينا ادراك ، و بسرعة ، مكنون فلسفتنا الدينية و الوطنية و الحضارية ، بطريقة تقنع الاجيال الشابة قبل ان تستفرد بها موجات الرجوع المضللة ، كما فعلت ، في وقتها ، شراذم الافغان العرب. التاريخ يعيد نفسه فقط عندما لا نتعلم منه.