6 عادات غريبة تميز الشعب البريطاني .. إليك تفسيرها التاريخي
01-03-2020 06:38 PM
عمون - لكل بلد عاداته وثقافته التي تميزه وتشكل جزءا هاما من تاريخه، وعادة ما ترتبط بقصة تحكي البداية وأسباب الظهور. وفي بريطانيا، توجد بعض العادات الغريبة التي تنفرد بها، ورغم مرور السنوات عليها، فإنها لا تزال تشكّل جزءا من كيانها الثقافي ومزيجا من عبق الماضي وحداثة الحاضر.
قيادة السيارة على الجهة اليسرى من الطريق
بخلاف ما يتبعه العالم في قواعد قيادة السيارات على الجهة اليمنى من الطريق، صممت السيارات في بريطانيا ليكون المقود إلى يمين المركبة وبالتالي القيادة على يسار الطريق.
هذا الأمر يشكل تحديا للقادمين الجدد إلى بريطانيا، إذ يتطلب الأمر تدريبا مكثفا للتمكّن من برمجة العقل على القيادة عكس المعتاد في معظم دول العالم، وهي مهارة ليست بالمستحيلة ولكنها تحتاج لبعض الوقت والممارسة.
والسبب التاريخي وراء هذا الأمر هو الحرص على عدم استخدام اليد اليمنى، والاستعداد لإمساك السيف والدفاع عن النفس إذا لزم الأمر. ويعود ذلك إلى القرون الوسطى عندما كان الشخص يسير في طريقه سواء على حصانه أو سيرا على الأقدام ولا يمكنه التنبؤ بما يقابله من مخاطر، وفي حالة التعرض لهجوم من شخص آخر غريب، تصبح وضعية السير ناحية اليسار هي المثلى، حيث تكون اليد اليمنى ممسكة بالسيف وجاهزة للدفاع، وظلت هذه القاعدة مسيطرة على البريطانيين حتى بعد تصميم السيارات وعدم وجود حاجة لحمل السيوف بداخلها.
كما يطبق نظام القيادة من الجهة اليسرى في دول أخرى مثل ماليزيا والهند وإندونيسيا وإيرلندا ومالطا واليابان ونيوزلندا وأستراليا.
صنبور بارد وآخر ساخن
من أغرب ما تجده في بريطانيا صنابير المياه المثبتة فوق أحواض غسل اليدين وأحواض الاستحمام في البيوت والأماكن العامة، إذ غالبا ما تجد صنبورين متباعدين أحدهما للماء البارد والآخر للساخن، ليصبح الخيار أمامك إما الشعور بالتجمد وإما الغليان، ولا يوجد خيار ثالث. ويتعامل الإنجليز مع هذا الأمر بوضع سدادة الحوض وفتح الصنبورين لملئه بماء معتدل الحرارة يجمع بين الساخن والبارد.
ويرجع هذا التقليد إلى وقت تم فيه فصل المياه الساخنة والباردة لمنع التلوث الذي يمكن حدوثه من خلال التوصيل المتقاطع بينهما، حيث تأتي المياه الباردة من مصدر رئيسي وتكون صالحة للشرب، بينما تأتي المياه الساخنة من صهاريج تخزين تقع في أعلى المنازل.
وتشترط لوائح المياه في بريطانيا عدم خلط الماء الساخن والبارد، لأن الماء المخزن في أعلى البيت غير صالح للشرب.
المطبخ الوطني
لا يتمتع المطبخ البريطاني بسمعة طيبة في تاريخه لفقره الشديد وغياب التنوع في أطباقه، ويتصدر طبق السمك والبطاطس المقلية الذي ينتشر في جميع أنحاء البلاد، وتشترك كل من لانكشاير ولندن في ابتكار هذه الوجبة في القرن التاسع عشر، حيث كانت البطاطس من الأطعمة الرخيصة في الشمال الصناعي، بينما تم تقديم السمك المقلي في إيست إند بلندن.
الأمر الذي تسبب في فقر المطبخ البريطاني هو الاعتماد على أنواع قليلة من الخضروات كالفاصوليا والبطاطس، والسمك، بينما يستخدم البريطانيون أصنافا بسيطة للغاية من التوابل لإضافة النكهات للطعام أبرزها الملح والفلفل الأسود والخردل والنعناع والليمون أحيانا.
وتعتمد المطاعم في بريطانيا على المطابخ العالمية التي اندمجت بالمجتمع البريطاني، فباتت تنتشر المطاعم الهندية والإيطالية والصينية والعربية المختلفة، لكن لا يوجد مطعم إنجليزي خالص. وعند البحث عن أشهر الأكلات تجد صحن الفطور الإنجليزي، الذي يتكون من بيض مقلي ونقانق الخنزير وبعض الخضروات مثل الفطر والفاصوليا المطبوخة والبطاطس، وفي بعض الأماكن يقدمون لحما حلالا، أو بديلا نباتيا.
الحبل المعلق
إذا وجدت حبلا متدليا من السقف داخل الحمام لا تتعجب، ما عليك إلا جذبه للأسفل حتى تنير مصباح المكان، فمن أجل السلامة ووفقا للمتطلبات القياسية البريطانية للتركيبات الكهربائية، تنخفض مقاومة الجسم للكهرباء بشكل كبير عند غمره جزئيا في الماء. حيث الاتصال بالأجزاء الكهربائية الحية من المحتمل أن يزيد من تأثير الصدمة الكهربائية مما يعرض الحياة للخطر.
ولا يتعلق الأمر بالأيدي المبتلة، فيمكن أن يكون هناك مفاتيح في المطبخ على سبيل المثال، وإنما يرتبط الأمر بفكرة الغمر بالماء، وهو ما يحدث في الحمامات.
وقت الشاي المقدس
60 بليون كوب من الشاي تستهلك سنويا في بريطانيا، فالبريطانيون بمختلف أعمارهم يحرصون على شرب الشاي اليومي وقت الخامسة عصرا خاصة رغم كونه تقليدا قديما. ويصاحبه بعض الحليب البارد، إلى جانب قطع من الكعك والبسكويت وإضافات المربى والقشدة حسب الرغبة.
وينسب اكتشاف تقليد "شاي بعد الظهر" إلى آنا راسل، دوقة بيدفورد، في ثلاثينيات القرن التاسع عشر، حين شعرت بالجوع في الرابعة عصرا ولم تستطع انتظار وجبة العشاء في الثامنة مساء. إذ كانت كميات الوجبات المخصصة للأميرات صغيرة، فكانت تخفي في ملابسها الكعك والخبز المحلى لتناوله في غرفتها عصرا، حتى أصبحت عادة يومية، فباتت الدوقة تطلب إحضار صينية من الشاي والخبز والزبدة والكعك إلى غرفتها، وبدأت دعوة الأصدقاء للانضمام إليها.
الصولجان في البرلمان
يتوسط طاولة مجلس العموم صولجان لا ينعقد المجلس من دونه، وهو رمز للسلطة الملكية، ورغم كونه أداة لكن من دونه لا يمكن للمجلس التشريعي أن يقوم بدوره. ويمكن للنواب التعبير عن احتجاجهم بحمل الصولجان، مثلما فعل لويد لويس نائب حزب العمال، حيث رفع الصولجان اعتراضا على تأجيل التصويت على اتفاق خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في العام الماضي، وأدى ذلك إلى طرده من الجلسة.(وكالات)