في الأول من آذار من كلّ عام، يحتفل الأردنيّون بذكرى عزيزة غالية على قلوبنا جميعاً، ألا وهي ذكرى تعريب قيادة الجيش العربي، حيث قام جلالة المغفور له بإذن الله الملك الحسين بن طلال عام ألف وتسعِمئة وستّة وخمسين، بإعفاء غلوب باشا من قيادة الجيش، كما أعفى معه الضبّاط الانجليز الذين كانوا يتبوّؤون مناصب مختلفة.
لقد كانت هذه الخطوة التي قام بها جلالة الملك الباني رحمه الله، خطوة جبّارة، لا يُقدم عليها إلّا رجل مغوار، بَطَل هُمام، يحسب كلّ خطوة يقوم بها، فهو بهذا العمل الوطنيّ كسب احترام وتقدير شعبه الذي يفتديه بالأرواح والمُهَج، وكسب احترام الأمّة العربيّة كلّها، حتّى أنّ أنور السادات الذي أصبح رئيسا لمصر فيما بعد، كتب حينها مقالا بعنوان "سَلِمت يداك يا حُسَين".
ولا يسعني في هذا المقام، ونحن نحتفل بهذه المناسبة إلا أن أزجي خالص آيات الولاء للقيادة الهاشميّة المظفّرة وعلى رأسها جلالة الملك المعظّم عبدالله الثاني ابن الحسين حفظه الله، وإلى سموّ ولي العهد الحسين بن عبدالله الثاني حفظه الله.
كما لا يفوتني أن أبعث بأسمى آيات التهنئة والتبريك، لجنودنا البواسل على اختلاف رُتبهم ومناصبهم العسكريّة، وتحيّة خالصة إلى أرواح شهداء الجيش العربي الذين ضحّوا بأرواحهم، فكانوا نجوما يُهتدى بها في ليل الأمّة.
عاش الأردن حرّا أبيّا في ظلّ أبي الحسين المُفَدَّى