الشباب والانتخابات المقبلة: هل يتكرر العجز؟
د.مهند مبيضين
01-03-2020 01:41 AM
عملياً أدّى إعلان جلالة الملك التحضير للانتخابات المقبلة الصيف المقبل، إلى فتح شهية الكثيرين للتحضير للدخول للبرلمان المقبل، والبعض الآخر اعاد حساباته وفقاً للمتغيرات الراهنة والمقبلة.
مع مرور الوقت سيبدأ الزحام للفعل الانتخابي، سوف يتخلل هذه المرحلة اعلان الكثير من الأسماء الجديدة، وسوف تعاد أسماء أخرى للواجهة، وسوف يُقبل الكثيرون من المغامرين والطامحين للمنافسة على المقاعد النيابية، ولسوف نشهد تطوراً كبيراً في أساليب الداعية الانتخابية ومجالات الظهور العام لاقناع الناس بهذا المرشح أو ذاك.
عمليات الانتخاب والتحضير بات لها ثقافتها الصانعة لها، سوف تتشكل كتل ومجموعات وفقاً لقانون الانتخاب ولعبة القوائم، ولكن للأسف في كل انتخابات نجد ان الشباب هم الطرف الاكثر خسارة في الخيارات النهائية، وسوف تتكرر بعض الوجوه التي لها نصيب من الحضور والمحبة أو المصالح المشتركة عند الناس.
الشباب هم الكتلة الحرجة والمؤثرة في أي انتخابات، هذا الواقع الذي يجب أن تفرضه أرقام الشباب ونسبهم في المجتمع، لكن تأثيرهم للأسف أقل بقليل من تأثيرهم في الخيارات النهائية وما تفرزه عملية الانتخاب. والسؤال عن أسباب ذلك يعطينا عدداً من الاجابات ومنها، العجز عن إدخال الشباب في منظومة التغيير والعمل السياسي.
الشباب لا يملكون حلماً في التغيير للأسف، إذ أرهقهم العجز وتكرار الوجوه والقدرة على مقارعة الوجهاء التقليديين، والفشل من قبل كثير من المجالس النيابية باحداث فرق في حياتهم وواقعهم، وهناك آلاف الشباب على مقاعد الانتظار للوظيفة، وهناك فجوة ثقة بالمرشحين والنواب معاً إلا من رحم ربي.
الجمهور الشبابي يحتاج لما يحركه ويدفعه ليكون فاعلاً وركيزة أساسية في التغيير بالاعتماد على ثقله العددي ووزنه الصوتي، لكن ما يحدث هو مفجع وكارثي ففي ظل غياب علمية سياسية حزبية ناجزة يتحرك الشباب وفقاً للهوية الجهوية والقبلية وتبقى القبيلة عامل الحسم في الاطراف.
لا توجد تيارات سياسية عريضة، هناك قبائل متمكنة وقارة في المشهد الانتخابي لا يمكن تجاوز عقدة الالتزام لخياراتها، وهناك من يقدم نداء القبيلة على أي نداء آخر وفقاً للتربية والسلوك العام الذي ينتظم به المجتمع ووفقاً لبنى المجتمع وتخلف العملية السياسية الحزبية عن احداث المأول منها والذي كان يطلبه الملك وينادي به وهو تيارات حزبية ثلاثة تتقاسم المشهد.
لا تباعد بين خيارات الناس حتى الآن، ولا جديد في الكثير من الانتخابات التي اجريت عبر عقدين إلا في حالات محدودة نجح بها الشباب في تقديم وايصال نواب من خارج الحسبة الجهوية والقبائلية، وللأسف فإن تشكل القوائم بالاعتماد على مخزون القبائل الصوتي، وكذاك تفعل الاحزاب احيانا، هو عامل كبير في الحد من طموح الشباب عن إحداث التغيير المطلوب.
ومع أن الأمل كبير بحدوث تغيير ولا ينقطع، إلا أنه للأسف لن يمس الكثير من مخرجات الداوئر الانتخابية التي باتت مضارب برلمانية تتجدد كل اربع سنوات، بذات الشيخ والزعامة، وبتعميق ازمة الشباب وعجزهم عن إيصال من يستحق تمثيلهم، ذلك أن التغيير يبدو بطيئا في احداث الاستجابة والالتفات لقدرة الشباب على التغيير الذي لا بد له في النهاية أن يؤثر ايجاباً في اختيار مرشحيهم وبناء مستقبلهم.
(الدستور)