facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




احتمالية المواجهة التركية الروسية والحل النهائي


د.محمد جميعان
29-02-2020 11:50 PM

بالعموم لا ارى ان هناك مواجهة محتملة بين تركيا وروسيا في الشمال السوري، لاعتبارات تتعلق بطبيعة السياسات الخارجية وطموح كلا الدولتين التي تكاد تطابق على نحو لافت :

الاولى: ان كلا الدولتين تسعى الى اعادة العظمة وامجاد قديمة، فالروس يسعون الى اعادة بناء عظمة وامجاد الاتحاد السوفييتي، والاتراك يسعون الى اعادة بناء عظمة وامجاد الدولة العثمانية...
ومن يسعى الى بناء الامجاد لن يدخل في مواجهات دامية كبرى قد تطيح بهذه الاحلام.

والثانية: ان كلا الدولتين تسعى الى نمو متعاظم وبناء اقتصاد كبير يسمح لهما تحقيق منعة وقوة تعيد لهما هذه الامجاد ..
ومن يسعى لبناء اقتصادي على هذا النحو لن يدخل في مواجهة عسكرية دامية تجعله يتكبد خسائر وتعيده الى الوراء..

من هنا فان ما يجري في الشمال السوري، ما هو الا مناورات بالذخيرة الحية بالحد الادنى من المواجهة والخسائر ، لتحقيق مكاسب اقتصادية ومقاسمة للكعكة السورية المنتظرة فيما بينهما، وكلا يدعم حلفائه واصدقائه في تلك القيمة.

وعلى وجه الخصوص هناك استثناء في حالة واحدة قد تقع مواجهة دامية وخسائر كبيرة ، وذلك اذا تلقى الروس اشارات واضحة من امريكا بانها غير معنية بدعم تركيا في هذه المواجهة، وكانت تقديرات الروس انهم قادرون على توجيه ضربات حاسمة لصالحهم ، تضمن خروج الاتراك في الشمال السوري الى حدود ما تم الاتفاق علية فيما عرف باتفاق اضنة.

وبمراجعة تصريحات الرئيس الامريكي ترامب قبل ايام ابدى دعما قويا للرئيس التركي اوردغان، فيما وصفه بالرجل القوي، الا ان تصريحات للخارجية الامريكية تلتها كانت متراجعة حين طالب الاطراف بعدم التصعيد واكتفى باعلان التضامن فقط مع الجانب التركي.

على اية حال هناك سابقة للامريكان مع الرئيس العراقي صدام حسين على نحو مماثل نسبيا ، حين ابدت امريكا على لسان القائم باعمال السفارة الامريكية انذاك بانها غير معنية في طبيعة ومجريات العلاقات بين الدولتين العراقية والكويتية ، مما اعطى اشارات مشجعة للاجتياح، والذي اتضح لاحقا انها توريطات مقصودة لضرب العراق واستنزاف قدراته.

صحيح ان تركيا عضو في حلف الناتو، وهنا الاختلاف بين تركيا والعراق، ولن تسمح امريكا بهزيمه تركيا كليا ، ولكن ومن سياقات اخرى هناك عدم رضى غربي وامريكي عن الخطاب التركي سيما سياسات الرئيس اوردغان، مما يعني انه اذا كان غير مسموح هزيمة تركيا كليا، ولكنه قد يكون مسموح استنزافها بقصد تحجيمها، وعبر هذا السيناريو يمكن ايجاد ذريعة لتدخل غربي وامريكي لحل الازمة السورية برمتها يضمن مصالهم وامن اسرائيل بما فيها عودة اللاجئين السوريين.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :