الشهيد الشريف في رحاب الخالدين
ممدوح ابودلهوم
05-01-2010 03:32 PM
"سطورٌ خطّتّ بدمع هتونٍ في رثاء فقيد اردن الهواشم الحبيب"
[ المكان : مضارب بني هاشم العامرة .
الزمان : يوم من أيام عترة بيت النبوة في الأبرار الميامين .
الطِّيْبُ الحجازيُّ الذي كان يفوح شذاه في أفق المكان الدفيء الكريم ، حيث سرادق العزاء بالمغفور له بإذن الله الشهيد الشريف علي بن زيد آل عون طيب الله ثراه ، في مضارب بني هاشم آل بيت سيد الثقلين وأشرف الخلق عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم .
طِّيْبٌ أجل ما ضل غايته الشريفة نحو هذه الربوع المباركة ، فيصبح السمو سجالاً بينه وبين المكان فور حضوره البهي بامتياز ، إذ كان ممتطياً صهوة جياد العُلى في سماء البلاد ، ولا أقل إذ أن عربة الشهيد تحفها ملائك ستوسد الجبين الأشم ثرى الوطن المقدس .
الركب ذاته ..كان مع غيم رطيب ، رسولي المنطلق سامي المآل ، منتش بطهر الصحبة ومحفوف ببركة أعلى عليين ، قادم هو على رسله لا ريب لأجل بهاء المهمة وجليل الرسالة ، من بطحاء مكة اليقين مهبط الطيب المتطيب عليه الصلاة والسلام ، بعد إذ حط لتمام أمره الهاشمي العظيم ، على بلاط المسجد النبوي الشريف بالمدينة المنورة يثرب المطهرة ، كي يكون ، في المنتهى ، مزيجاً مكياً مدنياً يدلف إلى الصدور برداً وسلاماً ، أما تمام المشهد الجليل فمع ما يشنف الأسماع بعد القلوب ، من أصداء نشيد السلف الأجداد رضي الله عنهم : يستقبلون خير البرية عليه الصلاة والسلام ، يرددون : (طلع البدر علينا من ثنيات الوداع / وجب الشكر علينا ما دعا لله داع ) .
طّيْبُ آل عون الهواشم من الشُم الصِّيد سادتنا الهاشميين ، يدلف إلى صدورهم الأنقى هم عترة بيت النبوة الأطهار ، تحت الراية المظفرة للذي يتقدم الصفوف بحزن جليل لكن بفخر عظيم ، جلالة سيد الركب عبد الله الثاني المفدى حفظه الله ورعاه ، فيمتزج شذى الطيب الشريف بعبق الشهادة ، المبلل بندى الواجب المبجل لأردن عبد الله العظيم ، فالذي وسدناه ثرى الوطن المقدس عصر السبت المهيب بأجلّ العزاء وأحسن الصبر وأجمل السلوان ، هو شهيد شريف من آل عون الهواشم ، اصطف رمحاً يتقدم الرماح النواهل في موكب شهداء أردن الهاشميين المفتدى .
حسبي ، بإيجاز ظالم فرضه ضيق المقام ، وأنا بين يدي حزن الأردنيين ملكاً وهواشمَ وجيشاً وشعباً باستشهاد الشريف الفارس ، الدعاء إلى العلي القدير أن يرحم الشهيد الشريف وأن يوسع مدخله في جنات وعيون ، فهذا الحضور المهيب وقف القريض عجوزاً أن ينتظم لجلال الرزء فيه رحيلاً فقداً ووداعاً ، حتى لكأني بإبراهيم طوقان رحمه الله ينتصب واقفاً أمام أهل العزاء ملكاً وأشرافاً ، يدبج السبت الأحمر كما دبج يوماً الثلاثاء الحمراء في الشهداء الثلاثة ها علي رابعهم اليوم ، فنردد مع الشاعر الراحل :
(هو بالباب واقفُ / والردى منه خائفُ / فاهدئي يا عواصفُ .. خجلاً من جرآته)
(صامت لو تكلما / لفظ النار والدما / قُلْ لمن عاب صمته / خٌلق الحقُ ابكما ).
(بسم الله الرحمن الرحيم) : (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياءٌ عند ربهم يرزقون) (صدق الله العظيم ) .
وبعدُ , لله ما أخذ ولله ما أبقى .. فإن القلب ليخشع وان العين لتدمع وإنا على فراقك يا علي لمخزونون.. و
إنا لله وإنا إليه راجعون .
Abudalhoum_m@yahoo.com