سمير القضاة .. وهذا صباح اخر
د.هيا عاشور
29-02-2020 02:59 AM
لدي اصدقاء على الفيسبوك اعتز بهم
يكتبون الطرائف والتناقضات والسلوكيات التي تأتي بهن النساء بمنشورات ملغومة، ومشبعة بالانتقاد. يصورها بعضهم كأنها وحش مادي، وينزع عنها البعض كل صفات الوفاء، والجمال.
ثم يأتي صديق على هذا العالم الأزرق اسمه سمير القضاة ،بامرأة أخرى لا تشبه احد سوى نفسها، يصورها تارة بقصيدة هي كل القصيدة ومنشور آخر ينثرها حرفًا موغلًا بالحنين.
ولي مع هذا الصديق في هذا الفضاء الأزرق حكاية لا يعرفها حتى هو نفسه.
الصديق الشاعر المهندس سمير القضاة الذي ينثر قصائده الجميلة بين ثنايا منشوراته،ويعلقها كحبات فاكهة تشتهيها النفس فتختارها بإعجاب هنا وتعليق هناك. إلى هذا الحد يبدو الصديق شاعر من الطراز الرفيع.
إلى ان توفيت أمه رحمها الله.
وهنا وأكاد اجزم انني اكتب بألسنة الكثيرين واعبر عن فكرهم. ينفجر في قلبه فقد عميق فيوغل بالانتقام بالقصيدة .. يرميك بلا رحمة بحزن عميق.
سمير القضاة الذي أبكاني حتى ابكى قلبي، وخيل الي انني أمه والله، فبكيت ليال طويلة على رثاء ولدي لي.
لا يشبه شيء شعره ولا بكائياته حتى انني كنت اقضي ليال طوال وانا انتظر كلماته لتعانق بؤسي على موتي الذي مته الف مرة بشعره.
لست ناقدة لأكتب عن مجازه الشعري أو لغته،
أو صوره الفنية ، او اذا كانت قصائده ذي تفعيلات عروضية أو منظومة على بحر الرجز، أو شعره عمودي أو شعره وجداني.
أو كيف ينحت من مفردات الطبيعة العجلونية صورًا فنيًّة وينقلك إلى عالم ساحر.
وإنني بالفعل لا عرف تعريفا جامعا للشعر، لكني اعرف ان أعذبه أصدقه و اوجعه.وكثيرا ما يخطر لي ان اجمل الشعر اخصبه..وكأن القصيدة تحبل فعلا تارة بالكلمات وتارة بالمشاعر ، وهذا ما فعله الشاعر سمير القضاة بنصوصه وقصائده.
ولست أدري كيف كان يقوى ان يحمل القصيدة كل هذا الوجع، ليفرغ فيها حزنه وفقده، ويترك القارئة أمام مزيج من متعة ونشوة انها امّ ، وخوف من ان تكون امّ فتوجع بفقدها كل هذا الوجع .
و القارىء يشعر بالفخر انه رجلا يتسع لكل هذا الحب.
ولا كيف ينقلك هذا السمير من مكانك ليذيقك طعم النار، ويحرقك، ثم يلثم جروحك، ثم يدفعك لتغوص في عمق حزنه حتى يغرقك.
خلاصة القول: ان قول الشاعر سمير القضاة يختلف عن أي قول.
في احد الأيام كتبت على مجموعة إعلامية :" يا زملاء هنالك شاعر اسمه سمير القضاة ماتت أمه، فأمات كل الأمهات وأحيا رثاء لا يشبه أي رثاء"
وسمير القضاة لم يكتفي بذلك.. بل ورط من غرق بتوحده مع قصائده، بأن هم أنفسهم من اختاروا اسم كتابه، شعر ونصوص :" هذا صباح اخر من دونها"
مبارك حزنك أيها الشاعر :سمير القضاة، الذي صدر وسيشهر في المكتبة الوطنية في ٢٩ مارس .