لا شك ان فيروس الكورونا الذي يحل اليوم في العالم بات يحبس الانفاس ، في خروجه من نطاق الصين وشرق اسيا الى نطاق العالمية مع تسجيل اصابات في مختلف قارات العالم ودوله، والبحث عن لقاحات تساهم في الوقاية او علاج هذا الفيروس في مقدمة اهتمامات الدولة ومراكز الابحاث فيها ، ذلك ان التبعات اليوم تتعدى البحث من دراسة وتوقع الاثار المترتبة على المرض وفي مقدمتها الاثار الاقتصادية .
العديد من المؤسسات الاقتصادية الدولية تتوقع انخفاض نمو الناتج المحلى الإجمالى العالمى خلال الربع الأول من عام 2020 ، وتتوقع ان يكون أكثر الاقتصاديات العالمية تأثرًا بتلك التداعيات الاقتصاد الصينى لذى يبلغ نحو 19% من الاقتصاد العالمى، تليه الأسواق الناشئة فى أسيا، والاقتصاد الأمريكى والأوروبي، بينما تصبح اليابان أقل الدول تأثرًا بتلك التداعيات،تتأثر الاقتصادات بقوة بانتشار كورونا الذي يقيد حركة وحرية السفر والتجارة بين البلدان، وهذا ما اشارت له وكالة ستاندرد آند بورز إلى أن الأثر الفوري لانتشار الفيروس في الصين ظهر في صورة تراجع في الطلب على وقود الطائرات بنحو 200 ألف برميل يوميا مع تراجع الطلب على السفر في أحد أهم المواسم السياحية في الصين وهو رأس السنة الصينية، إذ طلبت بكين من وكالات السفر في جميع أنحاء البلاد تعليق مبيعات رحلات المجموعات المحلية والدولية كجزء من محاولة لاحتواء انتشار الكورونا. ما يعني أن قطاع السياحة العالمي قد يتلقى ضربة قوية جدا، ففي عام 2018 أنفق السياح الصينيون 130 مليار دولار في الخارج.
كما يرفع الإنفاق على العملية الاحترازية للحد من انتشاره، وفي حال تفاقمه بشكل قوي قد يؤثر على النمو الاقتصادي والطلب العالمي على النفط ، والمخاوف المتعلقة بانتشار الفيروس لا يمتد أثرها على الأسواق فقط ولكن إلى معنويات المستثمرين من الأساس، وهو ما قد يؤدي إلى توجههم نحو الأصول الآمنة على غرار الذهب التي ينظر إليها كملاذ آمن للتحوط في أوقات الأزمات.
وفي دراسة أعدها البنك الدولي أشارت إلى أن انتشار الأوبئة والأمراض يكلف الاقتصاد العالمي نحو 570 مليار دولار سنوياً أو ما يوازي نحو 0.7% من حجم الناتج المحلي الإجمالي العالمي، ولكن يبقى الأثر الاقتصادي لفيروس كورونا الجديد رهنا بتطورات جهود منع انتشاره والتي تتخذها بشكل متسارع مختلف دول العالم.
الاردن واحدة من الوجهات السياحية الاقليمية والعالمية ، وله نصيب من السياحة الصينية التي تم الغاء جميع الحجوزات الموجهة لمختلف الوجهات ، كما اشارت الارقام ان حجوزات تم الغاءها من اسواق اسيوية واوروبية باتجاه المنطقة وبالتالي فإن المنحنى الذي شهدناه في العام 2019 مرتفعا بات يأخذ بالنزول مع الغاء الحجوزات الصينية وماكو وتايلند وايطاليا وغيرها ، والعملية التكاملية في هذا القطاع فقط ستؤثر على الفنادق والطيران ، المطاعم والنقل ، الادلاء والبازارات والحرف .
منهنا ربما تبرز الحاجة كما طالبت جمعية وكلاء السفر الى استحداث خلية ادارة ازمة ، يكون هدفها ايجاد اسواق بديلة اقل تأثرا بالفيروس الوباء بتكثيف الترويج في الاسواق الروسية وشرق اوروبا ، ونشر رسائل الطمانينة للسائح باتجاه الاردن انه امن من هذا الفيروس ، والعمل على رفع اجراءات السلامة في مرافقنا السياحية وخدماتها بدء من المطار الى الحافلات والمطاعم وغيرها .
mamoonmassad@hotmail.com