سبحان الله خالق الكون ومدبر أمره , فهذا فيروس قاتل لا يرى بالعين المجردة , يحدث كل هذا الرعب والجلبة في شتى أرجاء المعمورة ,حيث تضطر الدول إلى إغلاق الحدود والموانيء والمطارات وتحاصر بعضها بعضا خوفا من هذا القاتل المرعب ! .
يحدث هذا في زمن تتسابق فيه الدول على صناعة وشراء أسلحة القتل والدمار والتشريد والفناء , لا بل وتمارس الظلم بحق بعضها بعضا ويسعى كل طرف للهيمنة والإقصاء على حساب حياة الغير .
نعم يحدث هذا في زمن يتشدق فيه " الكبار " بما يسمونه حرية وديمقراطية وحقوق إنسان وما شابه من تعبيرات خادعة , ولا يلتفت أحد إلا من رحم ربنا لمصائب الجوع والفقر والجهل والأمراض الصعبة كالأيدز والسرطان وغيرهما , لا بل تتسابق كبريات شركات الدواء على جني المال على حساب أنات المرضى من فقراء العالم .
كرونا العتيد وهو يحدث كل هذا الخوف والتحوط ومحاولات الإفلات من وصوله إلى هذا البلد أو ذاك , يفضح العالم كله, وبالذات القتلة والمحتلين والطامعين ومحبي المال الذين شرعوا بالمتاجرة في خوف الغلابى من هذا الفيروس, خاصة وهم والعالم كله يقفون عاجزين في مواجهة هذا الوافد الرهيب " كرونا " الذي يحتل اليوم المرتبة الأولى في إهتمام وتخوف البشرية !.
فعلا العالم بأمس الحاجة إلى" رجل رشيد" ينتشل البشر مما هم فيه من تيه وضلال وتخلف يسمونه تقدما وتطورا وهو الجاهلية بعينها , رجل يدعو العالم إلى إدراك أن الله ما خلق الناس إلا لعبادته سبحانه ولإعمار الأرض لا إلى خرابها ودمارها وقتل من عليها, وتشريد ساكنيها , وبخاصة الضائعة حقوقهم في حياة حرة كريمة والجوعى والفقراء والمرضى الذين ينتظرون ممن يسمون أنفسهم كبارا تسخير خيرات الكون وعلومه وكل ما فيه , لإسعاد البشرية لا إلى إشقائها , ولا حول ولا قوة إلا بالله.
كرونا يخيف الأغنياء قبل الفقراء , والأصحاء قبل المرضى , والمتخمين قبل الجوعى , والعلماء قبل الجهلة لا بل هو يفضح العالم قاطبة, وبالذات أثرياءه وكباره , عندما يقفون عاجزين أمام فيروس من أبسط مخلوقات الله , حتى أن المرء ليخشى " عطسة " ولده ! . الله القوي العزيز من وراء قصدي.