الدوحة وعمان: الشرق العربي والخليج العربي
د.مهند مبيضين
25-02-2020 01:02 AM
زيارة يمكن وصفها بالتاريخية التي اختتمها أمس ضيف الأردن الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير قطر، وهي تأتي ضمن سياق ورؤية واهداف قطرية واضحة، ولدى الأردن كذلك مصالح واهداف وامنيات بأن تنتهي أزمة قطر مع جيرانها وان تنجز قطر هدفها المقبل باستضافة كأس العالم بأفضل الصور المشرقة.
يُقيم الأردن صداقة وتعاون مع كل دول الخليج، يشاركها الهموم ولا يبارح ديار القوم إذا طُلب منه مساعدة إلا وكان في مقدمة العالم والعرب، وهو يعي مواقف الأشقاء معه، ويثمنها، كما أنه يُقدر الرؤى المختلفة لكل بلد.
لا تطابق بالكامل بين أي دولتين في العالم، لكن الثابت أن المصالح تحكم الدول وعلاقاتها، ولدى الأردنيين وقطر نسيج متين من تاريخ مشرف في العلاقات الثنائية والأخوية التي تمر اليوم بأفضل مراحلها.
ولدى الأردن ثقة بأشقائه القطريين بأنهم لن يتخلوا عنه وعن أدواره العربية الإسلامية في القدس، ولدى قيادتي البلدين آمال وأحلام مشتركة كبيرة وشعبان يتوقان للتميز والريادة، ويعشقان مواجهة التحديات.
لدى الأردن سجل خليجي في العلاقات المميزة، مع العربية السعودية والكويت والإمارات البحرين، ولكل دولة من دول الخليج قصتها معنا، لنا في كل بلد من هذه البلاد العربية، نصيب وافر من التاريخ المشترك، ولنا الامل بان تكون علاقاتهم مع بعض بأفضل صورها، ونأمل أن يبقى الاردن واسطة عقد في عُرى المحبة والصداقة.
لا نحب صوت النعيق الذي يحاول الفت بعلاقات الدول الشقيقة وتشويهها، فعمان دار العرب، ولأنها لا تنحاز إلا لما تؤمن به، وهو الحفاظ على وحدة العرب، فهي لذلك تفتح أبوابها للجميع منذ قامت إمارة عربية وحكماً هاشمياً وجيشاً عربياً وحكومة باسم حكومة «الشرق العربي».
في الادبيات والوثائق نعم ان حكومات الأردن الأولى عرفت باسم «حكومة الشرق العربي»، كما أن الجريدة الرسمية كان اسمها جريدة الشرق العربي، وفي منطقة الشرق العربي التي معناها آنذاك قبل مئة عام بلاد الشام والعراق، لا يوجد دولة مستقرة مثل الاردن اليوم، ومنذ مئة عام والأردن لم يتغير موقفه في العلاقات العربية، ولم يتلون الاردنيون، بل ظلوا على وفائهم وحبهم لامتهم.
خلاصة الكلام، رحب الاردنيون بتميم العز، كما أنهم سيرحبون ذات يوم آخر بقائد عربي آخر، ولكل ضيوفنا مودتنا وحبنا ومعزتنا، بيد أنه لمن يقف معنا في ظروفنا الصعبة اقتصاديا، موطن خاص في ضمائر هذا الشعب الأردني الحيّ، الذي جاد أول أمس في استقبال الشيخ تميم، بأن أسال دم العير والإبل ابتهاجاً بالضيف الكبير، ولأهل الدوحة الذين ما بخلوا علينا بالترحاب والكرم حين كنا بين ظهرانيهم كلّ الشكر وموفور الدعاء بالتقدم والريادة.
الدستور