باللهجة الاردنية الخالصة نقول للامير القطري اهلا وسهلا ، بك نرحب ، وللقطريين نفتح ذراعينا دائما كما هو الحال لأي عربي صادق. فدلالات هذه الزيارة تحمل صدقا في التوجه وبراءة في العلاقة ونظرة نحو مستقبل عربي اكثر قوة ودفئا ومودة . فالمرحلة القادمة لا بد وان تكون عربية عربية , هذا اذا اردنا ان تكون لامتنا دور وموقف .
الاساس ان نعتبر ان زيارة الامير القطري للاردن هي حالة طبيعية وامر واجب خاصة بعد ان دخل الاردن والفلسطينيين مرحلة التصادم الكبير مع همجية الادارة الامريكية بقيادة ترامب ، وعنجهية الصهيونية التي يقودها ويمثلها الان نتنياهو. لتأتي زيارة الامير القطري داعمة ودافعة، لانها تعكس موقف رجولي اساسه وقوف قطر مع الاردن وتعزيز الموقف الاردني وبعث روح الثبات بالمواقف الاردني والفلسطيني ، الاردن الذي يحارب (ضم الياء) بشتى السبل الاقتصادية والسياسية والاجتماعية للنيل من مواقفها . فلم تأتي زيارة الامير الا صورة من صور تعزيز التقارب والتضامن العربي الذي نحن بامس الحاجة اليه وفي مثل هذه الايام الذي يشهد العرب تبعثرا وتمزيقا فتح المجال للطامعين ليستأسدوا على حساب امتنا وتحدياتها . فمثل هذه الزيارات وفي هذه الاوقات والظروف يعزز الرصيد الشعبي العربي لقطر ، خاصة وان الانياب الامريكية لم تترك فريسة الا وتحاول نهبها او تهددها ضمن اطار من لم يكن معنا فهو ضدنا . فلقراءة القطرية للمواقف قراءة تعكس خلفية الرغبة القطرية في التقارب والتلاحم العربي باعتبارها الملاذ الاقوى في حماية الامة ودرىء الاخطار عنها , وكم نحن بحاجة الى تفهم الدول العربية لمثل هذه القراءة . كذلك تؤمن قطر ان الاردن اعطى بما فيه الكفاية ولا بد من موقف عربي يخفف عنه هذا التحدي الكبير الذي يدفع ثمنه لحماية الامة وشعوبها .
فقطر الشقيق تدرك تماما حجم الصعوبات والتحديات التي يواجهها الاردن والمواقف العربية العظيمة التي يقفها منذ الربيع العربي ، وما تحمله و يتحمله في سبيل نصرة الامة واستضافة الملايين ممن تشردوا وفقدوا امنهم وسلامتهم وسبل عيشهم ليجدوا ارض الاردن وشعبه وقيادته لهم بالترحيب والتقدير رغم شح الموارد وضعف الامكانيات وخداع الوعود الدولية .
ما يقوم به الامير القطري خطوة جريئة وشجاعة وتعبير صارخ عن استقلالية القرار القطري وحريته في التعبير عن مواقفه وديمقراطية نظامه وشعبه وقيادته , فقطر بشعبها ونظامها تدرك ان الاردن بامس الحاجة لمواقف عربية صادقة مانعة وليس تمثيليات مكشوفة يدركها اصغر طفل في امتنا الذي يسجل في ذاكرته تاريخ الامة الجديد. . فاخوتنا في قطر على قناعة تامة ان الاردنيين لم ولن يبنون علاقاتهم مع غيرهم من العرب على مصالح ضيقة او منافع خاصة، لانهم حاضرون لنصرة اي دولة عربية في اي زمان وفي اي مكان لبناء امنها واستقرارها ونظامها السياسي. وهذا التاريخ يشهد على ذلك ..
الامير القطري المرحب به في الاردن يدرك مدى اعتزاز الاردني بكرامته وعزته التي تأبى ان يربط علاقاته بالعرب لمجرد الدعم المادي اومنافع مادية، لانه يقر بان التضحيات التي قدمها هذا البلد هو اكبر بكثير من مجرد دعم الاشقاء والاصدقاء للاردن رغم واجب القادرين على ذلك ،على الاقل لمواجهة تحدياته التي فرضها الواقع السياسي العالمي على المنطقة .
الزعماء العرب مدعوون جميعا للتعبير عن مواقفهم مع الاردن والسلطة الفلسطينية بشكل عملي . خاصة وان التجاوز الاسرائيلي الامريكي تجاوز حدود الاعراف والقرارات والشرعية الدولية وهذه المواقف هي التي يسجلها تاريخ الامة ، وهو الذي يعتبرها القارئون لتاريخ امتهم النصرة والدعم , وليس مجرد الكلمات من خلف الميكرفونات .
الامير القطري يدرك تماما ان الاردن باستطاعته ان يتجنب كل هذه التحديات والتضحيات والصعوبات , وان ينأى بنفسه عن مواجهة الغرب والشرق او هذا الجهد المرهق في سبيل شرح القضية وتبيان المواقف وتكثيف الدعم العالمي ضد القرارات المجحفة , , لكن صدق المواقف وقبلها الصدق مع الذات وثبات الشعب وتوجهاته منذ نشأت الدولة وقبلها لا يقبل الا بعروبته واهله من المحيط الى الخليج ، وهذا هو الذي يدركه القطريون اميرا وحكومة وشعبا.
الامير القطري يتحدى كل الضبابية في الاجواء العالمية ويختار الطريق النقي في ما يجب ان يكون فيه العربي تجاه اخيه العربي .
نحن في الاردن ندرك بان هذه الزيارة جاءت خالصة وعظيمة لتعزيز العلاقات الثنائية . من هنا نقول اهلا وسهلا بالزعيم القطري كما نقولها لاي قائد يقف مع الاردن ويثمن مواقفها وتضحياتها.