مراد طفل يدرس في الروضة تزدحم بأبناء وزراء ومسؤولين حاليين وسابقين . وهو أبن مواطن عادي ولكن لقرب الروضة من منزله أضطر والده للأستدانة ووضعه فيها .
أحتفل مراد مع زملائه برأس السنة الجديدة وتبادل معهم الأمنيات والأحلام . وكان أغلبها أن هؤلاء الأطفال يحلمون بتسلم مناصب وزارية في عام (2050) على مبدأ " فرخ البط عوام " .
اخونا مراد أعتقد أن زملاءه سيتذكرونه وسيطيبون خاطره بمنصب لذلك تراه الان قريب جدا منهم .. يشاركهم اللعب واللهو .. قبل أن يشاركهم الهم والمسؤولية ! وما يقلق مراد هو ما سيكون عليه الحال بعد خمسين سنة .. فأذا ما عرض عليه منصب وزير الداخلية سيرفض بكل تأكيد . لأن الأنتخابات ستكون في ذلك الوقت على البصمة .. وسيتهم بتزوير الأصابع وتقطيعها للبيع .. وأما أن يكون وزيرا للمياه فتلك مصيبة لأنه سيتهم بتجفيف البحر الميت وتحويله لملعب كرة قدم .. وأذا ما أصبح وزيرا للسياحة فلن يكون بوسعه ألا الأستقالة .. لأن رحلة سياحية للقمر مع المبيت ستكون تكلفتها أقل بكثير من رحلة الى العقبة مع المبيت على الشط ! ولن يكون بوسعه ألا أن يرفض منصب وزير الأشغال العامة والأسكان .. لأن عمان في ذلك الوقت ستكون مهدده بالأنهيار من كثرة الأنفاق تحت الأرض ! .. وأذا ما أصبح وزيرا للأتصالات وتكنلوجيا المعلومات .. فسيحول لهيئة مكافحة الفساد لأن الرجل الاّلي الذي قام باستيراده وأوكلت اليه مهمة شرطي السير .. أصيب بشرت كهربائي لدى مرور أول " فاردة عرس " من أمامه .. ولن يكون سعيدا على أي حال بتسلم وزارة الزراعة ... لأنها في ذلك الوقت ستكون وزارة بدون حقيبة ... ومعنية فقط بالأشراف على أستيراد الخضار والفواكة !! .. وبما أن باقي الوزارات ستدار من قبل أجهزة سيرفر موجودة في مبنى الرئاسة .. هرول مراد مسرعا لوالده وتوسل اليه بأن ينقله فورا من هذه الروضة . حتى لا يتورط في المستقبل ...!
salehabuarab@yahoo.com